الحياة قد تتعثر، ولكنها لا تتوقف، والأمل قد يضعف، ولكنه لا يموت أبدًا، والفرص قد تضيع، ولكنها لا تنتهي.
يقولون عادة لا جديد يذكر و لا قديم يعاد، لكن ر مع كرة القدم كل ما هو جديد، العنوان الأول للإثارة والتشويق.
لم نرى ميتا عاد للحياة لو جاؤوا له بألف طبيب، فكيف يمشي بين الناس، وجميعنا رأيناه يوارى الثرى؟
من أنقاض المُستحيل، ووسط براكين من اليأس، خرج مجددًا ليعلن عن نفسه من جديد، مدونًا قصة ستبقى خالدة لعصور.
تلقى ذلك اللاعب في يوليو 2022 صدمة كبيرة، عندما أصيب بداء السرطان، قبل أن يتمكن من القضاء عليه وعلاجه؛ ليعود للملاعب مرة أخرى في يناير 2023، إنه سباستيان هالير، مهاجم المنتخب الإيفواري.
عاش هالير وزملاؤه في دور المجموعات من بطولة كأس أمم إفريقيا شيئًا إن قلنا عنه أنه مأساوي، سيكون الوصف رحيمًا بهم.
كيف لا والمنتخب أصبح بنسبة 99 % خارج المنافسة على اللقب بهزيمتين متتاليتين بهدف من رفقاء فيكتور أوسمين النسر النيجيري، وهزيمة مذلة تدون في سجلات الأرقام القياسية برباعية نظيفة أمام منتخب غينيا الاستوائية، ليتأهل المنتخب بأعجوبة للدور المقبل كأفضل ثوالث عن طريق منتخب المغرب.
إلا أنك عندما تمنح الفرصة لرجل عاد من الموت لا تنتظر منه إلا تحقيق المستحيل وغير المتوقع، فقد تمكن هالير من قيادة منتخب كوت ديفوار للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا 2023، بعدما أحرز هدفًا في الدقيقة 81 من عمر المباراة التي جمعتهم بمنتخب نيجيريا.
ليمنح بذلك كوت ديفوار أول انتصار لها في نهائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية، حيث كل المباريات النهائية التي شاركت بها انتهت بنتيجة عن طريق ركلات الترجيح.
غاب هالير، مهاجم فريق بروسيا دورتموند الألماني، عن التهديف في أول 3 مباريات، بدور المجموعات في كأس أمم إفريقيا، لكن انفجر اللاعب تهديفيًا في المباريات الإقصائية.
وشهدنا أول هدف للمهاجم الإيفواري في مباراة الدور نصف النهائي أمم الكونغو الديمقراطية، حيث أحرز هدف المباراة الوحيد، مانحًا الأفيال بطاقة الصعود إلى المباراة النهائية، قبل أن يحرز هدف الفوز على نسور نيجيريا في النهائي.
ومن القدر أن الهدف الذي أحررزه في منتخب الكونغو الديمقراطية، وافق اليوم العالمي لمحاربة السرطان.
وقبل المباراة النهائية صرح هالير عن إصابته بداء السرطان وذكرياته قائلًا: «هي لحظة رائعة وعظيمة أن أكون أمامكم أتحدث عن النهائي، عن كأس أفريقيا في بلادي».
وفي حديث درامي قال هالير إنه رغم سعادته إلا أنه بحاجة لعدة أشهر أو ربما سنوات ليدرك حقاً ما جرى في الأعوام الأخيرة.
وشارك مهاجم بروسيا دورتموند، لمنتخبات فرنسا للشباب من 16 إلى 21 ، على الرغم من رفض اللاعب تمثيل المنتخب الأول للديوك مفضلًا المشاركة مع الأفيال الإيفواري.
وعلى الرغم من قلة عدد المشاركات الدولية لهالير مع الأفيال الإيفوارية إذ بلغت 26 مباراة، إلا أنه أحرز 10 أهداف.