تعقد محكمة جنايات مستأنف بولاق الدكرور، بعد قليل، جلسة نظر الاستئناف المقدم من المتهم الأول في قضية إنهاء حياة اللواء اليمني حسن العبيدي، المسؤول العسكري اليمني، داخل مسكنه بشارع العشرين بمنطقة فيصل في الجيزة، وذلك على الحكم الصادر ضده بالإعدام شنقًا.
قصة اللواء اليمني حسن العبيدي
اللواء حسن العبيدي، الذي أُطلق عليه لقب “عبقري الصناعات العسكرية”، كان أول من بدأ تصنيع المدرعات للجيش اليمني خلال فترة حكم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، كما أنه كان أحد المقربين من نجله أحمد علي صالح.
ومع ذلك، لاقى مصيرًا مأساويًا بسبب ثقته الزائدة في بعض الأشخاص الذين اتضح فيما بعد أنهم لم يكونوا أهلاً للثقة.
شعور بالقلق تملّك أسرته المقيمة في اليمن عندما انقطع الاتصال بينهم وبين اللواء حسن بن جلال العبيدي، الذي وصل إلى القاهرة واستقر في إحدى شقق الجيزة.
كان على تواصل دائم مع أهله وأصدقائه، لكن بعد أيام قليلة من قدومه إلى مصر، انقطع الاتصال. في تلك الأثناء، توجه شقيقه إلى المطار للاطمئنان عليه.
عند دخوله إلى الشقة، فوجئ شقيقه بمشهد صادم جعله يقف مذهولاً، حيث وجد جثة مقيدة ومكبلة بالحبال. تم إبلاغ السفارة اليمنية والأجهزة الأمنية بالواقعة.

كانت محتويات الشقة مبعثرة في كل مكان، وكأن هناك من كان يبحث عن شيء، مع وجود آثار للتفتيش في جميع أرجاء المكان، بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية.
وبحسب أقوال شقيقه، تبيّن أن المجني عليه قام باستئجار سيارة نيسان، لكنه لا يعرف تفاصيلها، ولم تكن متواجدة أسفل العقار واختفت عن الأنظار أيضًا.
مقتل اللواء اليمني حسن العبيدي
عند وصول الشرطة إلى الشقة، تم تشكيل فريق لكشف مرتكبي الجريمة. قامت أجهزة الأمن بفحص كاميرات المراقبة في العقار الذي كان يسكنه العبيدي، إضافة إلى المنازل المجاورة، كما تم استجواب سكان العقار وتتبع السيارة التي كان يستأجرها.
تعرف العبيدي على شخصين بعد وصوله إلى القاهرة، واستطاعا إقناعه بمساعدته في التنقل داخل المدينة والتعرف على الأماكن.
وبالفعل، وثق بهما وقام باستضافتهما داخل شقته، لكنهما كانا يخططان لقتله وسرقته.
قام هؤلاء الأشخاص بوضع أقراص منومة له في مشروب لمحاولة تخديره، مما مكن شخصين آخرين من الدخول إلى مسكنه وتهديده بسلاح أبيض.
حاول العبيدي مقاومتهم، لكنهم تعدوا عليه، وثقوه وأسقطوه أرضًا مما أدى إلى وفاته. استولوا بعد ذلك على مبالغ مالية بالعملات الأجنبية والمحلية، وبعض المقتنيات والمتعلقات الشخصية، بالإضافة إلى السيارة المستأجرة التي كانت متواجدة بالقرب من سكنه، وفروا بها هاربين.
أعلنت وزارة الداخلية عن أسماء مرتكبي الواقعة، وهم: «رمضان. م»، 29 عامًا، سائق ومقيم في المنيرة الغربية بالجيزة، وله سجل جنائي يتضمن العديد من القضايا، منها القتل، وحيازة سلاح دون ترخيص، والسرقة، والإتلاف العمد، و«عبدالرحمن. ا» المعروف بشهرته “عبده عسلية”، 19 عامًا، خراط ومقيم في الطوابق بالجيزة، و«إسراء. صابر» المعروفة بشهرتها “دينا”، 22 عامًا، ربة منزل ومقيمة في منشأة ناصر بالقاهرة، و«سهير. ع» المعروفة بشهرتها “منة”، 17 عامًا، ربة منزل ومقيمة في منشأة ناصر.
وبحسب البيان، تم بإرشادهم ضبط جميع المسروقات، والسيارة المستأجرة، والسلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الجريمة، وفرد خرطوش، وعدد من الطلقات بحوزة أحد المتهمين.
كما تم ضبط «أية. ر»، 23 عامًا، ربة منزل ومقيمة في دائرة مركز أوسيم بالجيزة، وهي ابنة زوجة المتهم الأول، التي سبق اتهامها في قضية مخدرات، لإخفائها جزءًا من المسروقات.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.