شاع في الآونة الأخيرة داخل الشارع المصري حديثٌ عن انتشار غش البنزين وخلطه بالماء محذرين من بعض محطات الوقود.
غش البنزين في محطات الوقود
وتداول مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي منشورات حول قيام بعض محطات الوقود زيادة بخلط البنزين بمواد أخرى، مثل المياه أو مواد كيميائية مع البنزين.
ويؤدي هذا الغش إلى تقليل جودة الوقود، مما يتسبب في أضرار جسيمة لمحركات المركبات، ويرتب تبعات اقتصادية وبيئية خطيرة.
أساليب غش البنزين
تتعدد طرق غش البنزين، إذ قد يلجأ بعض التجار إلى تخفيف البنزين عبر إضافة مواد كيميائية بهدف تقليل التكاليف وزيادة الأرباح على حساب المستهلك.
كما تُستخدم في بعض الأحيان أجهزة غير قانونية لتقليل كميات البنزين المقدمة للعميل دون تغيير السعر، مما يؤدي إلى خسارة المستهلكين للوقود المدفوع.
أضرار غش البنزين على المركبات
ويؤدي استخدام بنزين مغشوش إلى تلف محركات المركبات، إذ يضعف كفاءة الاحتراق ويسبب تراكم الرواسب في المحرك، مما يزيد من استهلاك الوقود ويؤدي إلى أعطال متكررة للمركبات.
ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الحاجة لتغيير قطع أساسية في المحرك، مما يكبد السائقين تكاليف صيانة إضافية.
الآثار البيئية
يساهم الغش في البنزين في زيادة انبعاثات الملوثات الناتجة عن الاحتراق غير الكامل، ما يؤدي إلى تلويث الهواء ورفع مستويات ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين في الجو.
ويتسبب هذا في تفاقم مشاكل التلوث البيئي، التي تؤثر على الصحة العامة، خاصةً في المدن الكبرى حيث يزداد التلوث بشكل كبير.
التبعات الاقتصادية
ترتب على هذه الظاهرة أعباء مالية للمستهلكين الذين يجدون أنفسهم أمام تكلفة صيانة متزايدة لمركباتهم، إلى جانب دفعهم أسعارًا مرتفعة مقابل كميات أقل من الوقود.
كما يساهم هذا الغش في زيادة تكلفة استيراد قطع الغيار نتيجة الأعطال المتكررة، مما يشكل ضغطًا على الاقتصاد المحلي.
جهود الجهات المعنية لمكافحة الغش
وتسعى الجهات الرقابية في مصر، مثل جهاز حماية المستهلك والهيئة العامة للبترول، إلى تكثيف حملاتها الرقابية لمواجهة ظاهرة الغش في محطات الوقود، عبر تنفيذ حملات تفتيش مفاجئة وفرض غرامات على المخالفين.
وتحث الجهات المعنية المواطنين على الإبلاغ عن أي حالات اشتباه بوجود غش، بهدف وضع حد لهذه الممارسات التي تهدد سلامة المستهلكين والبيئة.
حقيقة غش البنزين في مصر
وأوضح الدكتور أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، أن الجهات الرقابية تعمل دائمًا بالتنسيق وزارتي التموين والبترول لتفتيش محطات الوقود وضمان جودة البنزين.
وكشف كمال خلال حديثه مع عمرو أديب في برنامج “الحكاية” المذاع عبر فضائية “أم بي سي مصر”، أنه في بعض الأحيان خلال تداول وتخزين البنزين قد يدخله بعض التلوث.
وشرح وزير البترول الأسبق أن الخزانات الأرضية التي يخزن فيها البنزين قد يدخل فيها شيء بسيط من بخار الماء، ومع التبريد يتكثف الماء ويسترق في قاع الخزانات كون كثافة الماء أعلى من كثافة البنزين.
وأشار إلى أن الخزانات الأرضية تحتوي على مضخات “طرمبات” لسحب المياه على الصرب عندما يصل البنزين إلى مستوى معين، لكنها في بعض الأحيان لا تعمل عندما يكون مستوى البنزين منخفض.
وتابع: “عندما تدخل عربة جديدة لملء هذه الخزانات نحدث عملية خلص وتقليب؛ ما يسبب دخول بعض الماء في أول صف عربات يدخل بعد هذه العملية”.
وأكد كامل أن هذه العملية نادرة الحدوث، مشددًا على أن التفتيش دائم على محطات البترول
3 زيادات في أسعار البنزين خلال 2024
وشهدت مصر خلال عام 2024، ثلاث زيادات في أسعار الوقود، ما أدى إلى ارتفاع أسعار البنزين والسولار بمستويات متفاوتة، نتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد، إلى جانب التحديات الاقتصادية الأخرى.
تأتي هذه الزيادات كجزء من التوجه الحكومي نحو تقليل الدعم على الطاقة، وتماشياً مع الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى تحسين الوضع المالي للدولة وتقليل العجز في الميزانية.
أسباب الزيادة في أسعار الوقود
تعود هذه الزيادات إلى عدة عوامل، أبرزها الالتزام ببرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي ينفذه صندوق النقد الدولي، حيث تطالب هذه الاتفاقيات مصر بتحرير أسعار الوقود تدريجيًا لتقليل العبء على الميزانية.

وقد ارتبطت الزيادة أيضًا بارتفاع أسعار النفط العالمية، مما انعكس على تكلفة استيراد الوقود، إذ تعتمد مصر بشكل كبير على استيراد المنتجات البترولية لسد الاحتياجات المحلية.
زيادات سعر البنزين
1. الزيادة الأولى: في بداية عام 2024، أقرت الحكومة زيادة في أسعار البنزين بنسبة تقارب 5%، حيث ارتفع سعر بنزين 80 من 8 جنيهات للتر إلى 8.4 جنيه.
بينما زاد سعر بنزين 92 من 9.25 جنيه إلى 9.75 جنيه للتر. كما ارتفع سعر بنزين 95 من 10.75 جنيه إلى 11.25 جنيه للتر.
2. الزيادة الثانية: في منتصف 2024، أُعلنت زيادة ثانية بسبب ارتفاع تكاليف استيراد النفط عالميًا، إذ زاد سعر بنزين 80 إلى 9 جنيهات للتر.
بينما ارتفع سعر بنزين 92 إلى 10.5 جنيه، وسعر بنزين 95 إلى 12 جنيهًا للتر. وشهد السولار أيضًا زيادة وصلت إلى 7.5 جنيه للتر بعد أن كان بسعر 7 جنيهات.
3. الزيادة الثالثة: في الربع الأخير من العام، جاءت الزيادة الثالثة لتضيف عبئًا إضافيًا على المستهلكين، حيث ارتفع سعر بنزين 80 إلى 9.5 جنيه، وبنزين 92 إلى 11.25 جنيه، وبنزين 95 إلى 12.75 جنيه. ووصل سعر السولار إلى 8 جنيهات للتر.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة تكلفة النقل والشحن، مما أثر بشكل مباشر على أسعار السلع الأساسية والخدمات.
وشعر المواطنون بارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية، حيث ارتفعت تكاليف النقل والتوزيع، ما أدى إلى ضغوط اقتصادية إضافية على الأسر المصرية التي تعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة.