تتواصل الضغوط التي ترهق بها المقاومة الفلسطينية، رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي وفق هو المتسبب في المشهد الحالي لاستمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأنه السبب الرئيسي في فشل المفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، وهذا المشهد قد يكون كفيل بزيادة حدة الانقسامات بين بنيامين نتنياهو.
وسلطات الكيان الصهيوني سواء في الحكومة أو جنرالات الجيش، خاصة بعد الأراء التي ترى أن زعيم حركة حماس يحيي السنوار، وضع عن قصد جثث الستة محتجزين في قطاع غزة، ليواصل الضغوط على نتنياهو، لتقديم التنازلات وقبول طلبات حماس في المفاوضات، بعد وضع نتنياهو وحكومته أمام الرأي العام الإسرائيلي وأهالي الأسرى، الذين يعتبرون عامل الضغط الحقيقي الوحيد لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، وإلَّا قد تضع المقاومة جثث أخرين للأسرى أمام المجتمع المحلي الإسرائيلي والمجتمع الدولي.
وتأتي هذه الضغوط على نتنياهو، تزامنًا مع تصاعد حدَّة خلافاته مع يواف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي، في عدة أزمات أبرزها إصرار نتنياهو على تمركز جيش الاحتلال داخل محور “فيلادلفيا”،كما أنه أحد البنود التي تعرقل أي فرصة إتمام صفقة وقف إطلاق النار وإرساء الهدنة لتحرير الأسرى، وكل هذه الخلافات بجانب استمرار وضع الأسرى الصهاينة لدى المقاومة يأكل من رصيد تشكيل الحكومة الحالي.
وصوت الكابينت الخميس الماضي، بموافقة 8 أعضاء على استمرار سيطرة الجيش على محور فلادلفيا، ورفض جالانت وامتنع بن غفير عن التصويت، رغم أن وزير الدفاع جالانت وفريق التفاوض الإسرائيلي في القاهرة ورؤساء الأجهزة الأمنية يرفضون هذا القرار.
وأمس الإثنين بدأ إضراب عام في إسرائيل شاركت فيه عدة هيئات، بدعوة من الاتحاد العام لعمال الاحتلال الإسرائيلي، وجاء الإضراب لدفع حكومة بنيامين نتنياهو إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن المحتجَزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ إندلاع عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وصرًّح أرنون بار ديفيد، رئي
وحمَّلت حركة المقاومة الفلسطينية حماس الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية مقتل الرهائن، بسبب إصراره على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الرهائن الـ6 “لم يجرِ قتلهم إلا بالقصف الصهيوني”.
وأكد السفير أشرف حربى، مساعد وزير الخارجية الأسبق ومدير مركز الخليج للدرسات الاستراتيجية سابقًا، أن الضغوط الدولية أو الأمريكية على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان وحرب الإبادة قطاع غزة ليست حقيقية، مؤكدًا أن واشنطن وكثير من عواصم أوروبا يدعمون نتنياهو وحكومته، وإلا ما استمر العدوان حتى الأن، مضيفًا أن الضغوط الدولية ليس إلَّا دعايا إعلامية لتخفيف حدة الضغوط الشعبية على حكوماتها سواء في أمريكا أو أوروبا.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريح لـ”الحرية”، أنه لايوجد أي ضغوط على الاحتلال الإسرائيلي، وحكومة نتنياهو سوا من الإعلام الدولي أو العربي، وأهالي الأسرى والرهائن، مؤكدًا أن ما يحدث في قطاع غزة إبادة جماعية غرضها تصفية القضية الفلسطينية وتفريغها والابتعاد عن حل الدولتين وانشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967.
ونبَّه إلى أن الاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية، وتحديدًا جنين يوضح هذه الفكرة، ويشير إلى رغبه الاحتلال في تفريغ مساحات شاسعة من الضفة الغربية، وبناء مستوطنات عليها لربطها جغرافيًا بغيرها من المستوطنات، وتكديس أهالي الضفة الغربية في أماكن أضيق وأصغر، ومن ثم السيطرة أكثر عليهم، وإنهاء حلم حل الدولتين نهائيًا أو إقامة دولة فلسطينية.
وقال إن اجتياح الضفة الغربية من ضمن أغراضه تحويل الرأي العام عن غزَّة وما يحدث فيها، محذرًا من مخطط الاحتلال للقضاء على مساعي إقامة دولة فلسطينية.