كشف أبناء الإعلامية الراحلة سلوى حجازي خلال ظهورهم في برنامج “معكم منى الشاذلي” على قناة ON عن محاولاتهم رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل بعد حادث الطائرة المأساوي الذي وقع في 21 فبراير 1973، والذي أدى إلى مقتل والدتهم وركاب آخرين.
الطائرة التي كانت تحمل الإعلامية الشهيرة استهدفتها طائرات إسرائيلية، ما تسبب في سقوطها ومقتل معظم الركاب، بينما نجا خمسة أشخاص فقط. وبعد سنوات طويلة من الصمت، قرر الأبناء (محمد، رضوى، آسر) البحث في إمكانية رفع دعوى قضائية لتحقيق العدالة لوالدتهم.

تفاصيل الرحلة وسبب سفر سلوى حجازي إلى ليبيا
كانت سلوى حجازي في طريقها إلى ليبيا بعدما تلقت دعوة للمشاركة في تدريب مذيعات ليبيات ضمن برنامج لتطوير الإعلام هناك.
استقلت الطائرة 114 التابعة للخطوط الجوية الليبية، والتي كانت متجهة من طرابلس إلى القاهرة. في يوم الحادث تعرضت الطائرة لعاصفة رملية شديدة، ما دفع الطيار إلى تغيير مسارها، ودخل المجال الجوي لسيناء، التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي آنذاك.
وبينما كان الطيار الفرنسي جاك بورجوا يحاول تصحيح المسار والعودة إلى الأجواء المصرية، اعترضت طائرات إسرائيلية من طراز “إف-4 فانتوم” الطائرة، وأسقطتها بصاروخ، مما أدى إلى مقتل 108 أشخاص، بينهم سلوى حجازي ووزير خارجية ليبيا صالح بويصير والمخرج التليفزيوني عواض مصطفى. بينما نجا خمسة أشخاص فقط، بينهم مساعد الطيار.
محاولات العائلة لتحريك القضية ضد إسرائيل
خلال البرنامج تحدثت رضوى شريف، ابنة سلوى حجازي، عن بداية التفكير في مقاضاة إسرائيل، حيث أوضحت أن والدتها كانت قد كُرمت في فرنسا، وعندما أخبرت الحضور أن إسرائيل أسقطت طائرة والدتها، سألها أحدهم: “هل رفعتم قضية؟”
هذا السؤال كان نقطة التحول، حيث بدأ الأبناء في البحث القانوني، واكتشفوا أن الجريمة لا تسقط بالتقادم، لكنهم واجهوا تحديات قانونية معقدة.
وأوضح محمد شريف، ابن سلوى حجازي، أن العقبة الأكبر كانت عدم وجود سابقة قانونية يمكن الاستناد إليها، بالإضافة إلى تعقيدات تتعلق بالقانون الدولي، حيث تذرعت إسرائيل بحق “الدفاع عن النفس” رغم أنها اعترفت بالحادث في وقت لاحق.
شهادات أبناء سلوى حجازي وتأثير الحادث على العائلة
تحدثت رضوى شريف عن اللحظات الأخيرة لوالدتها قبل سفرها، حيث قالت إن سلوى شعرت وكأنها لن تعود، وودعتها قائلة: “خلي بالك من أخوكي” وعندما وقع الحادث، علموا بالخبر من الجريدة التي أتى بها ابن خالتهم، حيث كان العنوان الرئيسي في الصحف: “سقوط طائرة سلوى حجازي”.
وأضافت: “مصر كلها كانت عندنا في البيت”، في إشارة إلى الحزن الكبير الذي عمّ البلاد بعد وفاة الإعلامية الشهيرة.
أما محمد شريف فأكد أن القضية بحاجة إلى دعم سياسي ومادي كبير، وهو ما جعل تحريكها صعبًا.
وأشار إلى أن العائلة لم تحصل حتى الآن على تعويض رسمي، ولم يتم تقديم أي اعتذار من الجانب الإسرائيلي.
التحديات القانونية في القضية
هاني شريف، أحد أفراد العائلة، أوضح أن القضية مثبتة قانونيًا، حيث اعترفت إسرائيل بإسقاط الطائرة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في تحريك الدعوى أمام المحاكم الدولية، إذ يتطلب ذلك دعمًا ماديًا وسياسيًا ضخمًا.
رؤية كريم جمال لحادث سلوى حجازي وتأثيره التاريخي
قال كريم جمال، مؤلف كتاب “سلوى.. سيرة بلا نهاية”:
“عندما شهدت الحرب على غزة، رأيت نفس المشهد يتكرر. إسقاط الطائرات، استهداف المدنيين، كانت الصورة تعيد نفسها بنفس القسوة. حادثة الطائرة الليبية لم تكن مجرد خطأ عسكري، بل كانت جريمة واضحة ضد الأبرياء.”
وأضاف: “القصة لا تخص سلوى حجازي فقط، بل تخص كل الضحايا الذين لم يحصلوا على العدالة. رغم مرور عقود لا تزال هذه الجريمة حاضرة في الأذهان، ويجب أن تُفتح ملفاتها مجددًا.”
نبذة عن سلوى حجازي ومسيرتها الإعلامية
وُلدت سلوى حجازي في 1 يناير 1933، ودرست في مدرسة الليسيه الفرنسية، ثم التحقت بالمعهد العالي للنقد الفني. بدأت حياتها الإعلامية في التليفزيون المصري، وقدمت العديد من البرامج الشهيرة، مثل:
“العالم يغني”.
“شريط تسجيل”.
“عصافير الجنة”.
كانت تعتبر واحدة من أبرز الإعلاميات في تاريخ مصر، واشتهرت بأسلوبها الراقي وشخصيتها المحبوبة. حصلت على العديد من التكريمات الدولية، وكانت من أوائل الإعلاميات المصريات اللاتي قدمن برامج فنية وثقافية بأسلوب متميز.
رحلة البحث عن العدالة مستمرة
رغم مرور 52 عامًا على الحادث لا تزال عائلة سلوى حجازي تُصر على تحريك القضية في المحاكم الدولية، مطالبين بالعدالة لوالدتهم ولكل الضحايا.
القضية لا تزال محل اهتمام محلي ودولي، وما زالت العائلة تأمل في تحصيل حقها القانوني والتاريخي في وجه واحدة من أبشع الجرائم التي طالت الإعلاميين المصريين.
الرابط المختصر https://alhorianews.com/ui13