منذ انطلاقته في الصحافة عام 1997، شق عمرو بدر، الكاتب الصحفي وعضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق، طريقه من قلب محافظة القليوبية إلى الصحافة المصرية، حيث بدأ العمل في الصحف المحلية قبل أن ينتقل إلى كبرى المؤسسات الصحفية في القاهرة.
في مطلع الألفية، أثبت بدر حضوره في صحف بارزة مثل العربي الناصري والأسبوع، قبل أن تأتي محطته الأهم عام 2005، حين شارك في تأسيس جريدة الدستور برئاسة تحرير إبراهيم عيسى، حيث خاض معارك صحفية جريئة، من بينها تحقيقاته عن الذمة المالية لرئيس الجمهورية، إضافة إلى حواره الحصري مع الدكتور محمد البرادعي فور وصوله إلى مصر عام 2010، وهو الحوار الذي أثار ضجة كبيرة وتناقلته وسائل الإعلام الدولية.
بعد ثورة 25 يناير، انتقل بدر عام 2011 إلى جريدة التحرير، حيث تولى رئاسة قسم الأخبار والتحقيقات، محافظًا على نهجه في تقديم صحافة مستقلة تعلي من قيمة الكلمة الحرة.
وفي عام 2013، أسس موقع بوابة يناير، الذي أصبح منصة بارزة تدافع عن حقوق الشباب والحريات والعدالة الاجتماعية، لكن الموقع تعرض للحجب عام 2017، مما شكّل محطة فارقة في مسيرته المهنية.
عُرف بدر بمواقفه الداعمة لحرية الصحافة وحقوق الإنسان، سواء من خلال مقالاته الجريئة في الجزيرة والمنصة ومصر 360 ورصيف 22، أو من خلال دوره النقابي. فقد ترأس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بين عامي 2019 و2021، حيث خاض معارك للدفاع عن الصحفيين المحبوسين والمطالبة بمساحة أوسع لحرية الصحافة.
كما دافع خلال عضويته بمجلس النقابة عن حقوق الصحفيين في مؤسساتهم، منتقدًا تدهور الأجور وسوء أوضاع المهنة.
خلال فترة عضويته، رفض بدر قوانين الصحافة الصادرة عام 2018، واعتبرها مقيدة لحرية الصحافة واستقلالها، كما شدد على ضرورة أن تتبنى النقابة قضية تحسين الأوضاع الاقتصادية للصحفيين في ظل التحديات الراهنة.
لم يكن نشاطه النقابي حديث العهد، فقد بدأ منذ عام 2005 حين شارك في تأسيس تجمع “صحفيون بلا حقوق” للمطالبة بأجور عادلة وعلاقات عمل إنسانية وحريات صحفية حقيقية.
خلال الشهر الماضي، أصدر بدر روايته الأولى «هزيمة الحلم الأول» عن دار ريشة للنشر والتوزيع، مستعرضًا فيها أحلام جيل ثورة يناير، ليؤكد أن الكتابة ليست سوى امتداد لنضاله المهني والنقابي.
يؤمن عمرو بدر بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل نضالٌ دائم من أجل الحرية والعدالة، وأن الأحلام، مهما تعرّضت للهزيمة، تظل نقطة ضوء تنير الطريق.