مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، تتصدر أسماء عدة مشهد ” الترشح” لمنصب الرئيس، كما يترقب الرأي العام مسار هذه الانتخابات. من يحق له الترشح؟ من يمكن أن يكون رقمًا فاعلًا في هذا المشهد؟ هل هناك من يمكن الالتفاف حوله كمرشح لتيار بعينه؟ هل هناك من يمكن التوافق حوله من الكتلة المدنية؟ أسئلة يومية يطرحها الشارع المصري قبيل عام واحد من انطلاق الاستحقاق الدستوري الأبرز في مصر.
يقول مجدي حمدان رئيس قطاع التطوير والتخطيط السياسي وعضو الهيئة العليا للمكتب السياسي بحزب المحافظين، إن الفترة الماضية شهدت الحديث عن عدة أسماء منها من طرح نفسه بالفعل كمرشح رئاسي، منهم، البرلماني السابق أحمد الطنطاوي، وأضاف أن هناك أسماء يتم المطالبة بترشحها مثل المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين.
الطنطاوي.. أول من يعلن
“أنا ما عنديش حاجة أخاف منها، عندي ناس كتير أخاف عليهم، والتهديدات موجودة طول الوقت وما اعتقدش تنتهي إلا لما مصر تحقق التحول الديمقراطي” هكذا عبر الطنطاوي عن موقفه قبل إعلان ترشحه للانتخابات وبعدما اضطر تحت الضغوط الأمنية من السفر خارج مصر، لبلورة مشروعه الرئاسي هناك، بحسب ما أعلن بعد ذلك.
ويُعد الطنطاوي أول من أعلن طرح نفسه كمرشح للحركة المدنية، من مقر إقامته في لبنان وقبيل وصوله للقاهرة مايو الماضي، والتي سبقها حملة اعتقالات لذويه وأصدقاءه قبل أن يتم الإفراج عن بعض منهم.
واستنادًا على “التهديدات” التي طالت الطنطاوي قبيل وصوله للقاهرة، وتحذيره من محاولة الرجوع والقبض عليه، قال الطنطاوي في فيديو بثه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: “أنا ضهري للناس ومحمي بالناس، وقلت سيبوا الناس (أقاربه وأنصاره) وأنا موجود وجاي أسلم نفسي، فقالوا لي مش هنعمل منك بطل”.
تصريحات طنطاوي.. مزيد من الجدل
وأثارت تصريحات “طنطاوي” عن اختياره نائبًا من المؤسسة العسكرية، جدلا واسعًا، وتحديدًا عقب إعلانه “في ذهني شخص محدد”.
الطنطاوي الذي التقى الحركة المدنية منذ أيام لطرح نفسه كمرشح لها، يؤكد أن “لديه دعمًا شعبيًا مناسبًا لخوض الانتخابات الرئاسية” مؤكدًا أنه إذا ترك الناس لتختار من تشاء فإنه يظن أنه سيكون اختيارها.
واجتمع “طنطاوي” مع الحركة المدنية، لمناقشة وشرح مبرراته والأسباب التي دفعته للترشح وخطته للفترة المقبلة.
بديل مدني حقيقي.. ومطالب بإشراف دولي على الانتخابات
يقول مجدي حمدان للحرية أن المجلس التنفيذي لحزب المحافظين وجميع القواعد في المحافظات وأمانته، تقدموا بطلب لدفع المهندس أكمل قرطام رئيس الحزب للترشح للرئاسة، ومع ذلك، يضيف حمدان أن هناك شروطًا وضماناتٍ للحزب بالاتفاق مع قرطام لإعلان الترشح، يجب أولًا أن تكون متوفرة.
وعن الضمانات التي طالب بها قرطام لخوض الانتخابات الرئاسية، قال حمدان يجب أن تكون الانتخابات حرة نزيهة، وأن تقف كل هيئات ومؤسسات الدولة على مسافة واحدة من المرشحين دون دعم أو منع أحد من الترشح، وأن تقف جميع الوسائل الإعلامية على مسافة واحدة من الجميع، دون أن تنحاز لمرشح محدد، مؤكدًا على أهمية الفرز في جميع اللجان الفرعي.
وتابع حمدان:” نطالب برقابة وإشراف دولي على الانتخابات لضمان عدم تكرار ما حدث في انتخابات 2020، والتأكد من عدم وجود مرشح “الـ24 ساعة الأخيرة”، فهذا لا يليق بمصر، يقول حمدان:” لا يجب أن نكرر مشهد المرشح الكومبارس، فالشعب المصري لن ينطلي عليه الأمر هذه المرة”.
“المحافظين”: مواقف الحزب تؤهله للدفع بمرشح رئاسي
فيما أعلنت هيئة مكتب حزب المحافظين في تصريحات سابقة لها، عن ضرورة خوض الحزب لانتخابات الرئاسة واضعين ثقتهم في قرطام كمعبر عن التوجه السياسي للحزب، من أجل الصالح العام وليس لمصالح ضيقة.
وذكر المكتب في بيان صادر عنه، أن مواقف الحزب تُؤهله للدفع بمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية بعد أن أثبت أنه قادر على قيادة التغيير في الفترة المقبلة، ما دفع القيادات الحزبية بالمحافظات لمطالبة قرطام بضرورة تصدي الحزب لمسئوليته السياسية التي أخذها علي عاتقه وتقديم بديل مدني حقيقي قادر على المنافسة.
الوفد: “الحزب سيطرح مرشحًا للرئاسة”
قال عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، في تصريحات سابقة، إن حزب الوفد لا بد أن يشارك في الانتخابات القادمة بمرشح قادر على الفوز بالانتخابات، مضيفًا: أن الشعب المصري “وفدي”، والوفديون في مصر سينتخبون مرشح رئيس حزب الوفد.
وأوضح يمامة أن حزب الوفد لديه 26 نائب بمجلس النواب، فضلًا عن 10 آخرين بمجلس الشيوخ، وهو عدد لا يمكن الاستهانة به. وأشار إلى أن حزب الوفد يستحق أن ينافس على مقعد رئاسة الجمهورية؛ في حين حسم قراره بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
حزب الدستور.. هل تترشح جميلة إسماعيل؟
تداولت أخبار عن طرح اسم جميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور، في إحدى الجلسات الخاصة بالحركة المدنية، كمرشح محتمل للرئاسة، وأن الحركة ترغب في خوض منافسة حقيقية حال التزام الحركة بالضوابط المطلوبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة لا يفرض النظام سطوته عليها ويحد بقوته الأمنية من نزاهتها.
وتردد اسم إسماعيل بعد نجاحها في انتخابات الحزب السابقة والجهد الذي تبذله في دعم قواعد الحزب من الشباب في المحافظات.
حسام بدراوي.. مرشح ما قبل ثورة يناير
جاء اسم حسام بدراوي مستشار الحوار الوطني كمرشح محتمل على منصب رئيس الجمهورية قبل حتى كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني 3 مايو الماضي، والتي طالب فيها بمحددات واضحة لإنجاح الحوار الوطني.
ورغم نفي بدراوي في برنامج حديث القاهرة مع الإعلامي خيري رمضان، قائلا:” لا أفكر في الترشح، ولا هذه رغبتي، الترشح للرئاسة يتطلب عمل وإعداد وبرنامج وفريق، وهذا كله غير موجود، خبر غير حقيقي، وأتمنى إغلاق الباب على هذه القصة”، إلا أن اسم بدراوي الزمين السابق للجنة السياسات قبل ثورة يناير، لا يزال يتردد كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية منتصف العام القادم.