كتب/ أحمد السعداوي
أكد أحمد فوزي، المحامي والقيادي بحزب المصري الديمقراطي، أنه في الذكرى 13 لثورة 25 يناير، يجب أن تتوقف حالة الجدل العقيمة منذ السنوات الأخيرة، خاصة من بعد يوليو 2013، حول إن كانت الثورة مؤامرة أم فعل عظيم، وهناك من تآمر عليها من أنصار ومعارضي ثورة 25 يناير، ولكن هذا الجدل لم يحسم.
مضيفًا أن الثورة كانت حدث عظيم يجب تقييمه بشكل موضوعي، ولا يمكن أن يشاركه كافة الأطراف المؤيدة لها، حتى المحايدون وربما الخصوم أيضًا، وبعد أن مرت تلك سنوات، ومع وضع قواعد علمية وفق منهج البحث المتعارف عليها فقد أصبحت تاريخ.
وأوضح فوزي أن عملية التحول الديمقراطي فرصة عظيمة يمكن أن تحدث لكافة الأطراف المشاركة في عملية التطور الديمقراطي، من بعد 25 يناير، وذلك من خلال استغلال السلطة للمرحلة الانتقالية، حيث أن الثورة تعد فرصة عظيمة لتطوير أجهزة الدولة، ونخبتها الحاكمة، ومؤيديها فى عملية التحول الديمقراطى.
وأشار المحامي والقيادي بحزب المصري الديمقراطي في تصريحات خاصة لـ«الحرية»، إلى عدم القدرة على تحميل مسؤولية فشل عملية التحول الديمقراطي لأحد، ولكن الفشل بأوزان، قائلا: «اعتقد في رأيي الشخصي، إن جماعة الإخوان المسلمين تتحمل المسؤولية الأولى، وشركائها في عملية خارطة الطريق في الأول، والذين شاركوها وهم بقايا نظام مبارك، والمجلس العسكري، وحينها كانوا السبب في فشل عملية التحول الديمقراطي، كما أن القوى الديمقراطية ليست بريئة من عمليات فشل حول الديمقراطية، فهي لم تهتم ببناء منظمات سياسية»، مشيرًا إلى أنها أسرفت في استخدام أدوات احتجاج بعدتها عن المواطنين ، وايضا لم تكن هي الطرف العاقل الذي يستطيع أن يجبر كافة الأطراف على التفاوض.
وفي سياق متصل ذكر أحمد فوزي بأن الوقت الحالي الذي يمر به البلد والمنطقة والعالم، بأوضاع لم تشهدها الحياة منذ الحرب العالمية الثانية، مضيفًا «نحن على شفا انهيار كامل للمنطقة، وتحولات أخطر من تصورات الناس، نحن بلد الأربع حدود الخاصة بها، والتي عليها نزاعات في عالم تسوده قواعد لم يدار بها في أسوء مراحله»، مشيرا إلى أن ما يحدث في غزة، هزيمة لكل القوى المتقدمة الموجودة في العالم، وانهيار المنظمات الدولية الرسمية، والمجتمع الدولي أخلاقيا، ولا يمكن القول أن السبب يعود للشعب الفلسطيني الشقيق، ولكننا نمر بتغيرات كثيرة، مع وجود دول تضرب بعضهم البعض في العالم أجمع، مثل إيران التي لديها دور في المنطقة، وإسرائيل المجرم الأول وهنا يوجد قوة إقليمية ودولية صاعدة.
ويرى فوزي أنه تحدث أمورًا من أثيوبيا في الصومال وفي السودان يجب أن ننتبه ليها، من خلال تصفية عدد من الملفات بشكل جدي، وذلك عبر حوار وطني جاد وحقيقي عن المخاطر الدولية والإقليمية، تتحنبها السلطة الحاكمة و القوى الديمقراطية المعارضة و تحاول الوصول لحوار جاد بآلية واضحة، لافتًا استبعاده لجماعة الإخوان المسلمين لأسباب يطول شرحها، ولكن يجب أن يكف الطرفين نهائيًا عن تبادل الإتهامات عن سبب فشل عملية التحول الديمقراطي في يناير.
بالإضافة إلى انتهاء كافة الأطراف من «ترومة» يناير التي تجعل السلطة في مصر تتردد، في أي محاولة انفتاح ستؤدي إلى اندلاع ثورة بالشارع، على حد قوله، مضيفًا أن القوى الديمقراطية التي شاركت في ثورة يناير لم تستطع الوصول إلى التغيير الجزري للأوضاع العامة في مصر منذ 2005 إلى 2011، من خلال الثوره، ويجب البحث على طريقة أخرى لتحقيق هذا التغيير، من خلال التفاوض مع كافة أطراف المجتمع لتحقيقه بشكل تدريجي.
واختتم فوزى حديثه، أنه لن يحدث تقدم في مصر إلا بالحوار الجدي، ويجب على السلطة أن تدعو لذلك، وضرورة اشتباك المعارضة مع الحوار بجدية، في كافة المناسبات السياسية، وذلك من أجل إعادة فتح المجال العام والسياسي، مشيرًا إلى ضرورة تصفية ملف السجناء احتياطيًا على ذمة قضايا رأي، حيث أن هذا الملف يعد الوحيد القادر على إعادة استقرار الدولة مرة أخرى، وضرورة البحث عن حلول جادة للأزمة الاقتصادية، والأزمات الدولية والإقليمية، دون مراهقة سياسية من بعض الأطراف.