كتب أحمد أشرف
تنبأت البشرية منذ القدم بمستقبلها بالاعتماد على مختلف الأساليب والأدوات التنبؤية، واشتهر بعض الأفراد على مر التاريخ بقدرتهم اللافتة على التنبؤ بالأحداث المستقبلية. يتضح أن بعض هؤلاء المتنبئين كانوا قادرين على تقديم تنبؤات دقيقة تحير العقول وتثير الفضول.
ليلي عبد اللطيف
تعتبر خبيرة الفلك الشهيرة ليلى عبد اللطيف من بين الشخصيات التي لا تزال تحتل عناوين الأخبار وتريندات محرك البحث العملاق جوجل، خاصة بعد تنبؤها بانسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية. تحقق هذا التنبؤ قبل إعلان بايدن ترشح كامالا هاريس.
إليك أبرز ما توقعته وحدث بالفعل!
في السنوات الأخيرة، أثبتت ليلي عبد اللطيف دقتها في التنبؤ بالأحداث، حيث توقعت انفصال ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي، وهو ما تحقق بالفعل. كما توقعت أيضاً خسائر فادحة لرجل الأعمال إيلون ماسك، حيث تراجعت القيمة السوقية لشركة تسلا، مما أدى إلى خسارة ماسك لمليارات الدولارات. وتوقعت ليلي حادث طائرة سيشغل العالم، ولم ينجُ منه أحد، وقد تحقق ذلك بوقوع طائرة رئيس إيران. بالإضافة إلى ذلك، توقعت وفاة أحد القادة العرب السياسيين، وهو ما تحقق بوفاة أمير الكويت. هذه التوقعات تبرز قدرة ليلي على قراءة الأحداث المستقبلية بدقة.
نوستراداموس
يعتبر أحد أشهر المتنبئين في التاريخ، نوستراداموس الفرنسي الذي عاش في القرن السادس عشر. اشتهر بكتابه “القرون” الذي احتوى على نبوءات شعرية مفهومة بصعوبة وعُرف بتنبؤاته الدقيقة حتى يومنا هذا.
نبوءاته الشهيرة وتأويلها
اشتهر نوستراداموس بقدرته على قراءة المستقبل باستخدام الماء، حيث كان ينظر في إناء مملوء بالماء ليتنبأ بما سيحدث ويكتب تنبؤاته بشكل شعري موزون. انتشرت نبوءاته بشكل واسع في حياته، ومن أبرز تنبؤاته كانت حول هزيمة نابليون بونابرت في معركة واترلو، والتي تحققت بالفعل.
ميراث نوستراداموس
صدر كتابه “القرون” عام 1555، وحقق شهرة واسعة وانتشاراً عالميًا، حيث لا تزال نسخه متاحة بلغات متعددة حتى اليوم. ورغم وفاته في عام 1566، إلا أن تنبؤاته لا زالت تثير اهتمام العديد، حيث تنبأ بأحداث كثيرة منها تحققت ومنها لم تتحقق بعد.
نهاية العالم بعيون نوستراداموس
كتب نوستراداموس عن نهاية العالم المزعومة في عام 3797م، واشتهر أيضًا بتنبؤاته الدقيقة حول أحداث كبرى كوفاة الأميرة ديانا وأم تيريزا، وحتى حوادث مشهورة مثل 11 سبتمبر والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
نوستراداموس يظل رمزًا للتنبؤات والغموض، حيث يبقى إرثه النبوءي حاضرًا حتى يومنا هذا، مشيرًا إلى عبقريته وقدرته على تقديم تنبؤات تثير حيرة العقول وتحير العلماء.
مع نوستراداموس، تبقى النبوءة فنًا قائمًا الي الأبد، ينتظر العالم كلماته ليتأمل ما تحمله من أسرار لمستقبلنا الغامض.
بابا فانغا (الجدة فانغا)
نشأت الجدة فانغا، واسمها الحقيقي، فانغيلا باندينا جيوستروفا، في بلدة بلغارية
قصة فانغا في التوقعات تبدأ مع بداية مسيرتها كعرافة في بلادها، حيث اشتهرت بمهاراتها في معالجة السكان باستخدام الأعشاب والقيام بالعلاج النفسي. على مر الزمن، تطورت خبرتها لتقوم بتقديم تنبؤات دقيقة أصبحت محل اهتمام السكان. ومع تفاقم الأوضاع الصعبة وتشرد الناس خلال فترة الحرب في بلغاريا في عام 1939، ازدادت شهرة فانغا بين الناس الذين توافدوا عليها للاستفسار عن أحبائهم وأماكن قبورهم، وزارها قادة ومسؤولون بلغاريين بارزين. بل وفي عام 1942، زارها الأمير البلغاري يوريس الثالث، وفي عام 1966 خصصت لها الحكومة مرتبًا ثابتًا وأسست طاقمًا سكرتاريا لتنظيم أعمالها.
تنبؤات الجدة فانغا
وفقًا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، كانت فانغا تنبؤاتها دقيقة جدًا. تنبأت بسيطرة روسيا على العالم، وحدوث الحرب العالمية الثالثة مع استخدام الأسلحة النووية. كما تنبأت ببقاء “مجد بوتين” كما هو، مشيرة إلى أن روسيا ستبقى دائمًا قوية. ورغم وفاتها قبل 25 عامًا في عام 1996، تحققت العديد من تنبؤاتها مثل تفكك الاتحاد السوفيتي وحادثة تشيرنوبل وغيرها من الأحداث العالمية المأساوية.
إدغار كايس
كان إدغار كايس متنبئًا وروائيًا أمريكيًا شهيرًا، يُعتبر أحد أشهر المتنبئين في القرن العشرين. تنبأ بعدد كبير من الأحداث العالمية بشكل دقيق، مما جعله شخصية مثيرة للاهتمام في عالم التنبؤ.
تنبؤات تحققت
بينما يبدو أن العراف الشهير كان يعتمد على متابعة حية لأحداث العالم وذكاء خارق يساعده على الكشف عن التوقعات الصحيحة، فإن إدغار كايس قد تبحر في عالم الأعمال وسوق الأوراق المالية، بما يتضح أنه ساعده كثيرا على الكشف عن واحدة من أولى وأشهر تنبؤاته في عشرينيات القرن الماضي، حيث كان واثقا من قرب حدوث أزمة كبرى في سوق الأموال بالولايات المتحدة، محذرا المستثمرين من هذا الأمر الكارثي الذي حدث بالفعل في سنة 1929، وعرف وقتها بانهيار بورصة وول ستريت أو الكساد الكبير.
كذلك يعد التنبؤ بالعثور على القارة الأسطورية، أطلانتس الغارقة إحدى أشهر تنبؤات إدغار كايس، إذ بدا أن لا أحد يصدقه عندما ذكر ذلك في أربعينيات القرن العشرين، إلا أن الدهشة تملكت الجميع مع ظهور بقايا مدن وأبنية غامضة في سنة 1968 بإحدى جزر الباهاما، أي في نفس المكان والزمان الذي حدده كايس منذ أكثر من 20 سنة لظهور القارة الغارقة.
أيضا توقع كايس حدوث تطورات واضحة في عالم التكنولوجيا في زمنه، إذ بدا واثقا من حدوث نقلة كبرى في عالم الراديو والتيليجراف وكذلك الطيران، وفيما يخص إجراء فحوصات الدم من أجل تبين الإصابة بالأمراض من عدمها على الصعيد الطبي.
تلك بعضاً من أبرز المتنبئين المشهورين في التاريخ، الذين تركوا بصماتهم البارزة في فن التنبؤ وأثاروا الدهشة بتنبؤاتهم الدقيقة التي تجاوزت حدود الزمان والمكان.