كتب: محمد توفيق
ربما تبدو دعابة هزلية أو عملية احتيال نفسي قائمة على زرع الوهم داخل نفوس المشتاقين لرؤية أحبابهم من الموتى، أن ترى أحبابك الذين فارقوا الحياة أمامك يتحرّكون ويتحدّثون معك، هو بمثابة خبر مذهل يجعلك تتقافز فرحًا، لكن ما العواقب الناتجة عن ذلك؟.
المهندس زياد عبدالتواب خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي يجيب لـ «الحرية»، أنه منذ ذيوع تقنية الميتافيرس بدأت تسيطر فكرة النموذج الافتراضي للأشخاص على الأذهان.
وأوضح عبدالتواب، أن خلق نموذج افتراضي لأي شخص يكون من خلال جمع البيانات الرقمية للشخص المتوفّى، مثل الصور، الفيديوهات، والتسجيلات الصوتية ثم بعد ذلك التحليل والمعالجة من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي واستخلاص السمات الشخصية للشخص الافتراضي.
وذكر خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، أن التقنية تعمل على ربط الأحداث التي حدثت بعد وفاة الشخص بالأحداث القديمة بهدف خلق نسخة متجددة من المتوفي، كما يمكن للمستخدمين التفاعل مع هذا النموذج الافتراضي من خلال روبوتات الدردشة أو «الأفاتار» الذي يُظهر الشخص المتوفّى.
انتهاك لحرمة حقوق الإنسان وتهديدات الحظر النهائي

ويرى عبدالتواب، أن تقنية أشباح الموتى قد ينتج عنها اضطرابات نفسية وربما تصل إلى اضطرابات عقلية، نظرًا لخلق حالة من الوهم عند البعض وانحصار فكرة الموت الواقعي داخل وجدانهم بدخول المتوفي العالم الافتراضي.
وأشار خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، إلى أن التقنية تمثل انتهاكًا صريحًا لحرمة حقوق الإنسان وانتهاكًا صارخًا للحقوق الإبداعية والفكرية مثل إنتاج أغاني جديدة بأصوات مغنيين رحلوا عن عالمنا.
مخاطر التقنية.. تأثيرات سياسية واجتماعية ودينية
وفي سياق متصل، أكد المهندس زياد عبدالتواب، أنه دائما ما يُثار فضول الكثير منا حول معرفة رأي بعض الشخصيات المؤثرة من المتوفين في قضايا العصر في السياسة أو الفن أو الرياضة أو الدين، وهنا التزييف قد ينتج عنه مخاطر كبيرة على وعي المتلقي، وختم تصريحاته مؤكدًا على أن صعوبة الكشف يهدد التقنية بالحظر النهائي.