يعد الصداع النصفي، المعروف أيضًا بالشقيقة، من أكثر أنواع الصداع شيوعًا وتأثيرًا على جودة حياة المصابين به، ويتميز هذا الاضطراب العصبي بنوبات متكررة من الألم الحاد، غالبًا ما تصيب جانبًا واحدًا من الرأس، وتكون مصحوبة بأعراض أخرى تزيد من حدة المعاناة.
أعراض الصداع النصفي
تتفاوت أعراض الصداع النصفي بين الأفراد، إلا أن الشائع منها يشمل:
ألم نابض أو خافق يؤثر عادةً على جانب واحد من الرأس.
غثيان وقيء يصحبان نوبة الألم.
حساسية مفرطة تجاه الضوء والضوضاء تجعل المريض يبحث عن بيئة هادئة ومظلمة.
اضطرابات بصرية مثل رؤية وميض أو ألوان فاقعة، وتعرف هذه المرحلة بـ”الأورة”.
اضطرابات حسية وحركية مثل الشعور بالخدر أو التنميل في الوجه والأطراف.
تستمر نوبات الصداع النصفي من عدة ساعات إلى ثلاثة أيام، مما يؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية والحياة المهنية والاجتماعية للمصابين.

أسباب ومحفزات الصداع النصفي
على الرغم من أن السبب الدقيق للصداع النصفي لا يزال غير معروف تمامًا، إلا أن هناك عدة عوامل قد تسهم في تحفيز نوباته، منها:
التوتر النفسي والضغوط العصبية: يعتبر الإجهاد والتوتر من أبرز محفزات الصداع النصفي.
تغيرات هرمونية: خاصة لدى النساء، حيث يمكن أن تؤدي التقلبات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية أو الحمل إلى زيادة احتمالية حدوث النوبات.
عوامل بيئية: مثل التعرض للأضواء الساطعة، الأصوات العالية، أو الروائح القوية.
عادات غذائية: تناول بعض الأطعمة والمشروبات، مثل الكحول، الكافيين، الجبن المعتق، والأطعمة المالحة أو المصنعة، قد يكون مرتبطًا بزيادة حدوث النوبات.
تغيرات في نمط النوم: سواء قلة النوم أو الإفراط فيه.
اقرأ أيضًا: الدكتور فؤاد عودة: 70% من أسباب الصداع النصفي وراثية
مراحل الصداع النصفي
ويمر الصداع النصفي عادةً بأربع مراحل، رغم أن بعض المرضى قد لا يمرون بجميعها:
1. مرحلة البادرة: تسبق النوبة بساعات أو أيام، وتشمل أعراضًا مثل تغيرات المزاج، الرغبة الشديدة في تناول الطعام، التثاؤب المتكرر، وتيبس الرقبة.
2. مرحلة الأورة: تحدث قبل أو أثناء النوبة، وتتضمن اضطرابات بصرية أو حسية، مثل رؤية وميض أو خطوط متعرجة، والشعور بوخز أو خدر في الأطراف.
3. مرحلة النوبة: حيث يحدث الألم الفعلي، مصحوبًا بالأعراض المميزة للصداع النصفي.
4. مرحلة ما بعد النوبة: يشعر المريض خلالها بالتعب والإرهاق، وقد يعاني من تقلبات مزاجية واضطرابات في التركيز.
تشخيص الصداع النصفي
يعتمد تشخيص الصداع النصفي بشكل أساسي على التاريخ الطبي للمريض ووصفه للأعراض، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحوصات إضافية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب، لاستبعاد أسباب أخرى محتملة للصداع.

علاج الصداع النصفي
لا يوجد علاج نهائي للصداع النصفي، ولكن هناك استراتيجيات تساعد في إدارة الأعراض وتقليل تكرار النوبات:
الأدوية المسكنة: مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم.
أدوية موجهة: مثل التريبتانات، التي تعمل على تقليل نشاط العصب ثلاثي التوائم وتوازن مستويات السيروتونين في الدماغ.
الأدوية الوقائية: تُستخدم في الحالات التي تكون فيها النوبات متكررة أو شديدة، وتشمل بعض مضادات الاكتئاب، مضادات الصرع، أو حاصرات بيتا.
تعديلات نمط الحياة: تشمل الحفاظ على نظام نوم منتظم، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب المحفزات المعروفة.
تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل، اليوغا، والعلاج السلوكي المعرفي للمساعدة في إدارة التوتر والقلق.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
إذا كان الصداع شديدًا ومفاجئًا.
إذا كان الصداع مصحوبًا بأعراض مثل الحمى، تصلب الرقبة، ارتباك، نوبات صرع، ضعف أو خدر في أحد جوانب الجسم.
إذا تكرر الصداع بشكل منتظم أو تغير نمطه.
إذا كان الصداع يحدث بعد إصابة في الرأس.
وجدير بالذكر أن الصداع النصفي حالة معقدة تتطلب فهمًا دقيقًا وإدارة شاملة، ومن خلال التعرف على المحفزات الشخصية، تبني عادات صحية، والالتزام بخطة علاجية مناسبة، يمكن للمصابين تقليل تأثير الصداع النصفي على حياتهم اليومية.
اقرأ المزيد: طرق الوقاية من الصداع في رمضان