في زيارة تعتبر تاريخية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية، في مطار القاهرة الدولي.
تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، التي تعد من أقوى العلاقات في العالم العربي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة.
الأبعاد الاقتصادية للزيارة
تعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان رغبة المملكة في توسيع نطاق استثماراتها في مصر.
ووفقًا للبيانات الرسمية، بلغ حجم الاستثمارات السعودية في مصر حوالي 26 مليار دولار، مع وجود أكثر من 8000 شركة سعودية تعمل في البلاد.
في المقابل، تصل الاستثمارات المصرية في السعودية إلى 4 مليارات دولار، مما يدل على عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
التبادل التجاري والنمو الاقتصادي
شهدت العلاقات التجارية بين مصر والسعودية نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري إلى 8 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2024، بزيادة تصل إلى 41% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
يُعتبر هذا النمو في التجارة مؤشرًا قويًا على التحسن المستمر في العلاقات الاقتصادية، حيث تهيمن المنتجات المعدنية واللدائن على الصادرات السعودية، بينما تسجل المنتجات المصرية مثل النحاس ومصنوعاته ارتفاعًا في الطلب.
استثمار الودائع وتحويلها إلى مشاريع
كشفت المملكة عن نيتها تحويل ودائعها لدى البنك المركزي المصري، والتي تقدر بـ 10.3 مليار دولار، إلى استثمارات مباشرة.
هذه الخطوة تعكس التوجه السعودي لتعزيز وجودها الاقتصادي في مصر وتوفير فرص العمل، مما يساهم في استقرار الاقتصاد المصري الذي يواجه تحديات عديدة.
أهمية توقيت الزيارة
تأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان في وقت حاسم، حيث تشهد المنطقة تحولات اقتصادية وسياسية.
يعمل الطرفان على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والنقل والسياحة، وهو ما يعكس أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة.
دعم الاستثمارات الجديدة
أعلنت السعودية مؤخرًا عن ضخ استثمارات جديدة بقيمة 5 مليارات دولار في المشاريع المصرية، مما يُعزز من قدرة مصر على تنفيذ مشروعات تنموية كبيرة، مثل مشروع تطوير “رأس بناس”، الذي يستهدف تحويل المنطقة إلى مركز عالمي لجذب الاستثمارات.
تمثل زيارة محمد بن سلمان إلى مصر نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تسعى المملكة ومصر إلى بناء شراكة استراتيجية قوية تعزز من الاستقرار الاقتصادي في المنطقة.