كتب / حسام السندنهوري
الهجوم على الأزهر الشريف، وإمامه الأكبر فضيلة الشيخ الدكتور / أحمد الطيب، من قبل السفيرة الإسرائيلية، لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، فمنذ مدة نُشر بوست على الفيسبوك، وكان من الواضح أنه فيديو مسرب لأحد الشخصيات الإسرائيلية، وهو يشرح للحضور مكامن القوة المصرية التي تشكل خطرًا على الدولة الإسرائيلية، وذكر الأزهر الشريف، بإعتباره أحد نقاط القوة التي يتحصن بها المصريون وتشكل خطرًا على إسرائيل.
وهذا الفيديو مر مرور الكرام علينا، إلى أن جاءت التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، من قبل السفيرة الإسرائيلية السابقة في مصر، والتي وصفت فيها الأزهر الشريف :-” أن الأزهر الشريف يكن عداءلا مثيل له لإسرائيل، وأنه عداء في منتهى القسوة والصعوبة، وأنعداء الأزهر الشريف وشيخه أحمد الطيب لإسرائيل يختلط بسماتمعادة السامية.”.
وذلك حسب ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية وهي قناة i24news الإسرائيلية.
فأكدت تصريحات السفيرة الإسرائيلية النوايا الدفينة لإسرائيل تجاه الأزهر وإمامه الأكبر، كما أكدت على صحة هذا الفيديو المنشور على الفيسبوك.
فالأزهر الشريف، بما يمثله من مؤسسة ليست دينية فحسب، بل مؤسسة ثقافية أيضًا، تحافظ على التراثين العربي والإسلامي، وهما يشكلان جوهر هام من أساسيات الثقافة المصرية والعربية، فهو حائط دفاع عن الثقافة المصرية والعربية ضد الغزو الثقافي في زمن العولمة الذي نعيشه الآن، لذلك يكثر الهجوم عليه من أعداء الأمة المصرية، العربية والإسلامية .
وعلينا أن ننتبه إلى ذلك الأمر، لنهتم أكثر ونحافظ على الأزهر الشريف من الهجمات المتربصة به.
فنابليون حينما غزا مصر، كان يدرك أهمية وقوة الأزهر الشريف، فحاول إستمالة علمائه إلى جانبه، وعندما فشل، قصف الأزهر الشريف بالمدافع، لما لاقاه نابليون من مقاومة من شيوخه ضد الإحتلال الفرنسي وتحريضهم للجماهير المصرية ضد الغزو الفرنسي.
إذًا فالموضوع ليس وليد اليوم أو حتى الأمس، فالهجوم على الأزهر الشريف ممتد عبر التاريخ منذ إنشاؤه، فهو من ضمن المؤسسات المستهدفه لما يشكله من حائط صد ضد المشروعات الإستعمارية الخارجية.
وإذا كانت تصريحات السفيرة الإسرائيلية قد جاءت دون أن أشاهد هذا الفيديو المذكور، لقلت أنها مجرد رد على الإحتفاء المصري والعربي على قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو، أي مجردإنتقام من هذا الإحتفاء بالقرار، ولكن لأنني شاهدت الفيديو المذكور، فقد تأكد لي أن الأمر يتعدى ذلك بكثير، وأن هناك تربص إسرائيلي مسبق ضد الأزهر الشريف، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
ومن الواضح أن الدور التثقيفي والتنويري الذي يقوم به الأزهر الشريف من خلال إصداراته من مجلات وصحف وكتب، تشكل قلقًا لدى إسرائيل، لأن هذه الإصدارات تشكل وعيًا جمعيًا لدى الجماهير المصرية والعربية، مما يساعد على مواجهة محاولات طمس الهوية العربية والمصرية.
لذلك فعلينا أن ندرك أن كل هذه الأمور هي السبب في الهجوم على الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فضيلة الإمام الدكتور / أحمد الطيبوالذي يشكل بشخصه المستنير والمثقف حائط صد إضافي إلى جانب الأزهر الشريف.