شهدت الأحداث في سوريا خلال الساعات الماضية، تطورات متلاحقة، بعد إعلان الفصائل المسلحة سيطرتها الكاملة على العاصمة دمشق ومغادرة الرئيس بشار الأسد للبلاد إلى مكان غير معلوم.
تطورات الأحداث في سوريا
وجاءت تطورات الأحداث في سوريا بعد أيام من زحف الفصائل المسلحة في سوريا، وسيطرتها على بعض المدن الرئيسية في البلاد.
ويرى خبراء ومحللين أن سبب سقوط الجيش السوري بهذه السرعة يعزي إلى الأجور المنخفضة وتراجع المعنويات فضلًا عن قلة الخبرة مما أعاق فعالية الجيش, وفقًا لصحيفة تليجراف البريطانية.
ووجهت صحيفة “تليجراف” البريطانية الضوء على تداعيات ما يحدث فى سوريا، مشيرة إلى أن إنهاء الثورة التي استمرت 13 عامًا ضد بشار الأسد استغرق 11 يومًا فقط، ولكن نظرًا لتسارع الأحداث فإن ما يحدث بعد ذلك لا يمكن لأحد أن يتكهن به.

وأكدت الصحيفة أنه سوف يعاد رسم المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بشكل أكبر مع تحول السلطة في سوريا من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وهي فرع شيعي، إلى الأغلبية العربية السنية في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن سقوط نظام الأسد، يترك طهران محرومة من أهم دولة عميلة لها، والتي عملت كجسر بري حيوي بين إيران ولبنان من خلاله يمكنها إعادة تسليح وإعادة إمداد حزب الله.
وقال أحد قادة الجيش البريطاني المتقاعدين في تصريحات صحفية: “لم يكن الجيش السوري جيدًا أبدًا، فقد حكم بالخوف والرعب، بدعم من الروس منذ عام 2015 الذين قدموا القوة النارية والتوجيه.
وكشف جهاد يازجي، رئيس تحرير سوريا ريبور، عن سبب هزيمة الجيش السوري قائلاً: “انهيار الجيش هو انعكاس لانهيار أكثر عمومية في مؤسسات الدولة السورية، هناك شعور عميق في مناطق النظام بأن الأمور لا تتحسن فحسب، بل ولا توجد احتمالات لتحسن الأمور”.
إسرائيل تحتل قاعدة عسكرية في سوريا بعد سقوط الجيش
أكدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي نقلاً عن مصدر عسكري، أن جيش الاحتلال استطاع السيطرة على موقع عسكري في جبل الشيخ عقب انسحاب جنود الجيش السوري.
وأوضح المصدر أن إسرائيل تستعد لهجمات متواصلة في سوريا لأيام عدة لمنع وصول أسلحة استراتيجية للمتمردين.
وكان وزير الشتات الإسرائيلي بحكومة الاحتلال الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، دعا اليوم الأحد، إلى استغلال الأوضاع الجارية في سوريا واحتلال قمة جبل الشيخ.
وقال «شيكلي»:« يجب على إسرائيل تجديد سيطرتها عملياً على قمة جبل الشيخ وإنشاء منطقة جديدة، خط دفاع على أساس خط وقف إطلاق النار لعام 1974».
وحث «شيكلي»، الإسرائيليين على استغلال الفرْصة الحالية، قائلاً: «يجب ألا نسمح للجهاديين بتثبيت وجودهم بالقرب من مستوطناتنا».
ومن جانبه، وجه المتحدث باسم الليكود رسالة إلى الوزراء وأعضاء الكنيست في الحزب دعا فيها إلى عدم إجراء مقابلات دون الحصول على موافقة مسبقة تمر عبره، وذلك بعد تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي.
وقال: «نحن نتابع عن كثب ما يحدث على الحدود السورية، سأطلب عدم إجراء مقابلة معي وعدم إضافة أي شيء حول الموضوع».
وفي هذا السياق، أكد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه تم نشر قوات الاحتلال بالمنطقة العازلة مع سوريا لحماية الإسرائيليين في مرتفعات الجولان.
وتابع نتنياهو، خلال زيارته لمنطقة قرب الحدود مع سوريا: «سنراقب التطورات في سوريا عن كثب ونعمل على حماية حدودنا وضمان أمننا».
وتابع نتنياهو خلال زيارته: «سقوط نظام الأسد يخلق فرصا جديدة ومهمة جدًا لإسرائيل، لكن الأمر ليس خاليا من المخاطر».
وأضاف: «إسرائيل لن تسمح لأي قوة معادية بترسيخ مكان لها على حدودنا»، متابعًا: «أصدرت تعليمات للجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها».