أعلنت وسائل الإعلام التركية أن الرئيس السيسي سيقوم بزيارة هي الأولى له منذ توليه الرئاسة للعاصمة التركية أنقرة نهاية الشهر الجاري.
وكانت العلاقات بين مصر وتركيا قد شهدت تطورًا كبيرًا خلال الفترة القليلة الماضية، خاصة بعد إعلان وزارة الخارجية عن رفع علاقاتهما الدبلوماسية لمستوى السفراء، ويأتي ذلك بعد حالة من الجمود والتوتر والذي استمر نحو 10 أعوام.
حول ما هي سبل التعاون التي سيتم الاعتماد عليها خلال الفترة القادمة وخاصة الاقتصادية، وهل سيتم فتح عدد من الملفات المهمة والشائكة بين الدولتين وعلى رأسهم ملف جماعة الإخوان المسلمين، وتدخل السلطات التركية لعقد مصالحات بين الدولة المصرية وبين هذه الجماعة، وتدخل مصر لخروج تركيا من المناطق السورية.
الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، يقول إن التطورات الكبيرة التي حدثت في العلاقات بين مصر وتركيا تعني دخولنا في حقبة جديدة من العلاقات بين الدولتين، مؤكدًا أن ذلك يعتبر بداية لتبادل النشاط في العديد من الملفات بينهم.
وأضاف «زهران» خلال تصريحات خاصة لـ«الحرية» أن مصر لا تمتلك قدرة تصديرية عالية، ويرجع ذلك إلى عدم وجود خطوط إنتاج قوية، مؤكدًا أنه من المتوقع أن يكون الميزان التجاري لصالح تركيا على حساب مصر.
وتابع «زهران» أن تركيا لديها مقومات إنتاج عالية وقوية، لذا فإن شأن التبادل الاقتصادي سيكون في صالح تركيا على حساب مصر، مضيفًا: «عودة العلاقات ستساهم في تطور العلاقات الاقتصادية بشكل كبير».
وأشار إلى أنه كان لا يجوز تأسيس العلاقات بين مصر وتركيا قبل تأسيسها مع سوريا، مضيفًا أنه إذا أرادت مصر أن يكون لها دور فعال فعليها بمطالبة تركيا بالانسحاب من الأراضي السورية، وفي هذه الحاله ستمثل مصر دور الزعيم الإقليمي في المنطقة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن مصر دولة كبرى ولم ولن تراهن على علاقتها الإستراتيجية ودورها الإقليمي من أجل التعاون مع تركيا لتسليم بعض قيادات جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن ذلك من الوارد أن يحدث أيضًا.
ولفت إلى أنه لو طالبت الخارجية المصرية من تركيا تسليم بعض قيادات الإخوان لن تفرط تركيا في هذه الورقة ولن تقوم بفعل ذلك تحت أي ضغط، مؤكدًا أن مصر كانت تشترط ذلك في الماضي ولكن من الواضح أنه تم تجاوز ذلك الأمر.
واستطرد أنه يجب على الدولة المصرية السعي لعودة العلاقات مع سوريا وإيران في أسرع وقت ممكن، موضحًا أنه يرى أن السياسة الخارجية المصرية متأثرة بالسياسة والضغوط الأمريكية.
ومن جانبها، قالت الدكتورة هبة البشبيشي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا ستشهد تطورًا خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن المواطن المصري يثق في المنتجات التركية بشكل كبير.
وأضافت «البشبيشي» خلال تصريحات خاصة لـ«الحرية» أنه مازال هناك بعض الحواجز النفسية والإشكاليات التي ستؤثر على العلاقة بشكل أو بأخر، ورغم ذلك ستشهد العلاقات الاقتصادية تطور خلال الفترة القادمة.
وتابعت «البشبيشي» أنه لابد من تغيير صيغة التعامل بين تركيا ومصر بشكل واضح خلال الفترة القادمة، مؤكدة: «كان هناك صيغة يستخدمها النظام التركي بها نوع من التعالي على النظام المصري».
وأردفت أنه لا يجوز أن يتدخل النظام التركي في اختيارات المصريين بأي شكل من الأشكال، مضيفة أن وجود علاقات طيبة بين جماعة الإخوان وتركيا لا تجبرنا على تحسين علاقتنا مع هذه الجماعة.
وأشارت إلى أنه حتى الآن لا يوجد أي نوايا لعقد مصالحات بين المصريين وجماعة الإخوان بواسطة تركيا، مؤكدة: «هذه الجماعة أضرت بالمصريين والرئيس السيسي لن يسمح بذلك على الإطلاق».