تقرير- عمرو حسن
بعد العودة التدريجية للعلاقات المصرية التركية وتقلص الفجوة بين البلدين عبر سلسلة لقاءات رسمية بين وزراء ومسؤولين في حكومات البلدين، وأخرى على مستوى الرؤساء جمعت السيسي وأردوغان على هامش مؤتمرات ومناسبات دولية، وفي زيارة أردوغان الأخيرة إلى مصر الأربعاء 14 فبراير الماضي، من المقرر أن يصل اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي في أول زيارة رسمية له إلى تركيا، للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في القصر الرئاسي في منطقة بيشتيبي بأنقرة، وتأتي التطورات في قطاع غزة على رأس جدول أعمال الزيارة والمحادثات المرتقبة بين الرئيسين.
رفع حجم التجارة واتفاقيات في مجالات الدفاع والطاقة والصحة والسياحة
كما سيتطرق الرئيسان خلال المحادثات، إلى القضايا الإقليمية في ليبيا والسودان والصومال وأبرز التهديدات التي تواجه المنطقة العربية والإسلامية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين، ويُنتظر أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات ثنائية في العديد من المجالات، أبرزها الاتفاقيات العسكرية، ورفع حجم التجارة البينية بين البلدين، ويرافق الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، الكثير من رجال الأعمال، لتطوير التعاون في مجالات: الغاز الطبيعي المسال، والطاقة المتجددة والتعدين، والصحة والسياحة والدفاع، ومنذ بداية عودة العلاقات إلى طبيعتها منذ مطلع عام 2020 بين تركيا ومصر ودول عربية أخرى، ويطمح البلدان إلى رفع مستوى التجارة البينية إلى أكثر من 10 مليارات دولار”.
وخلال الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، أكد على وجود علاقات تاريخية عميقة مع مصر، وأن زيارته إلى القاهرة كانت صادقة وإيجابية”، وصرح بأن تركيا تتقاسم مع مصر تاريخًا مشتركًا يمتد لما يزيد عن 1000 سنة، كما وقع الرئيسان في القاهرة الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين جمهوريتي مصر وتركيا، كما أكد الزعيمان ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، ويرى كلا الزعيمان أن كلًا من مصر وتركيا قادرين على الاستفادة القصوى من بعضهما البعض، تحديدًا في الاقتصاد والطاقة والدفاع والسياحة، وننتظر اليوم عقد المزيد من الاتفاقيات فيما بينهم.
وقال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، تعبر عن استعادة العلاقات المصرية التركية وعودتها إلى ما كانت عليه في الماضي، مؤكدًا أن علاقات مصر وتركيا لطالما كانت تاريخية وجيدة، وأن ألاف المصريين هم من أصول تركية.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريح لـ”الحرية”، إلى أن الجاليتين المصرية والتركية في كلا البلدين كبيرة للغاية، مضيفًا: ” العلاقات اليوم تعود إلى طبيعتها وشكلها المعتاد، وتركيا دولة شقيقة كما أنها دولة مسلمة، ولا ينبغي أن يجمعنا بها إلَّا التعاون والتحالف والصداقة بشكل مستمر ومتصاعد”.
وأوضح بيومي أن قادة البلدين أوقات الخلاف، كانوا حريصين على أن تظل العلاقات جيدة رغم، ولم تتعدى الأزمة بينهم سوى سحب السفيرين، منبهًا إلى ضرورة الحذر من تطلعات أردوغان الذي تعلمه جيدًا الإدارة المصرية.
واستطرد: “العاقل من ينظر إلى تركيا ما بعد أردوغان”، لافتًا إلى ضرورة زيادة التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين للإنتفاع من عضوية تركيا المحتملة قريبًا في الاتحاد الأوروبي، لتسهيل التصدير والاستيراد من وإلى أوروبا عن طريق تركيا والعكس، ونبَّه إلى أن التعاون العسكري بين مصر وتركيا، هو أهم مرتكزات المباحثات المصرية التركية الحالية في أنقرة.