اختفاء فرح، الحزن والقلق والبكاء الدائم لأفراد الأسرة والدعوات للمعارف والأقارب، ذلك هو حال قرية الحي بمركز ومدينة الصف بجنوب محافظة الجيزة، الذي يعيش سكانه حالة من التعجب الذي لاحق الكبير والصغير بعد اختفاء فتاة تُدعي فرح محمد أنس عبدالجواد.
تلك الفتاة الحاملة لكتاب الله الكريم وهي بعمر الـ14 عامًا، والتي يشهد لها الجميع بحُسن الخلق وطيبة القلب والوجه البشوش المُزين طوال الوقت بابتسامة مُشرقة، كما أنها صاحبة حضور دائم في المناسبات الخاصة بتكريم المتفوقين والمتفوقات.
فتاة تغيبت وسط ظروف مجهولة وتركت خلفها التساؤلات، هل هي عملية اختطاف؟ أم أن الفتاة تعرضت لمكروه؟ هل ضلت فرح طريقها الذي اعتادت عليه مرارًا وتكرارًا أم أن هناك شيء آخر؟ تلك هي علامات الاستفهام التي تدور داخل عقل الجميع بالمركز.
وتواصلت “بوابة الحرية” خلال الساعات القليلة الماضية مع أحد أقارب الفتاة، والذي كشف حالة الأسرة في غياب بنتهم الكريمة، بالإضافة إلى عرض القصة كاملة منذ يومها الأول حتي الآن، بجانب الإجراءات التي اتُخذت خلال الفترة الماضية.
خروج معتاد وعودة مفقودة “اختفاء فرح”
يقول أحد أقارب فرح: “أنها غادرت منزلها صباح يوم الثلاثاء الماضي وبالتحديد في تمام الساعة التاسعة صباحًا، من أجل الذهاب إلى سنتر للدروس الخصوصية، وهذا الأمر لم يكن بالمرة الأولى بل هو أمر معتاد فعله من فرح”.
وأضاف “أن ميعاد العودة إلى المنزل قد جاء، دون أن تأتي فرح إلى بيتها كما هي العادة، مما دفع والديها للبحث عنها من أجل الاطمئنان، حتي تبين أنها لم تذهب إلى السنتر من الأساس”.
وأضاف: “أن والد الفتاة الغائبة واصل البحث عنها حتي أنه لجأ إلى مراجعة بعض الكاميرات القريبة من منزلها، والتي أظهرت أن الفتاة لم تغادر الشارع مما أثار الدهشة”.
واستكمل بعدها الحديث: “أن هذا الأمر قد دفعهم للبحث عليها في طريق زراعي خلف المنزل، على أمل أن تكون قد سلكته من أجل الإسراع في الذهاب إلى السنتر”.
وأوضح: “أن ذلك الطريق يتضمن بعض المصارف التي تستخدم في ريّ الأراضي الزراعية، ما جعلهم يستكشفونها بواسطة أشخاص مختصين بجانب مساعدات أهل البلدة، الذين لم يتوقفوا عن تقديم الدعم الدائم منذ غيابها، وكأنهم يبحثون عن إبرة في كومة قش.
إجراء قانوني واستعانة برجال الأمن
وتابع قريب صاحبة الـ14 عامًا حديثه قائلًا: “بعدها توجه والد فرح إلى قسم شرطة مركز الصف، من أجل تحرير محضر يفيد باختفاء كريمته، وعلى الفور استجاب رجال الأمن وبدأو بعدها عملية البحث واتخاذ الإجراءات اللازمة، ومازال البحث جاريًا حتى هذه اللحظة”.
سيناريوهات محتملة وراء اختفاء فرح
ونوه قريب الفتاة في حديثه، إلى “أن سبب الاختفاء الغامض لفرح قد يكون الاختطاف، نظرًا لأن والدها ميسور الحال نتيجة عمله الذي يتطلب السفر الدائم بين محافظات جمهورية مصر العربية”.
وتابع: كما أن والدتها تمتلك متجرًا لبيع السلع، مشيرًا إلى أن الأخيرة وجدت باب المنزل مفتوحًا وليس مغلقًا كعادته، وهذا الأمر يزيد نسبة السيناريو الذي نحن بصدده الآن، ولكن هذا لم يثبت حتي الآن.
وأجاب على سؤال مراسل بوابة الحرية حول وجود خلافات بين أيًا من أفراد الأسرة وأشخاص آخرين قائلًا: “ليس هنا من الخلافات والأزمات التي تدفع أحد لاختطافها، فالجميع يشهد لهم بالود والسلام”.
كما نفى تمامًا أن تكون “فرح” هي من تركت المنزل نظرًا لأنها لا تعرف أي شيء سوي طرقات قريتها، كما أنها خرجت من المنزل بملابسها التي اعتادت أن ترتديها في البلدة، بالإضافة إلى أنها لا تمتلك أي مال كما أنها ليست ناضجة للقيام بهذا الأمر نظرًا لصغر عمرها.
استغلال أزمة اختفاء فرح للحصول على المال
وذكر قريب الفتاة الغائبة أن غياب فرح أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، مما دفع بعض الأشخاص المجهولين الذين لم يعرفون معني الإنسانية للدخول في مفاوضات مع والدها للحصول على المال.
بعدما استقبل الوالد اتصال يفيد بحصول صاحبه على مبلغ مالي قدره عشرة آلاف جنيه مقابل عودتها وأن الفتاة بحوزته، وهو ما دفع الأب لتحويل المبلغ دون تردد وعند الذهاب إلى المكان المتفق عليه لم يجد فلذة كبده، ليتضح له أنها عملية نصب.
“مواقع التواصل الاجتماعي” أداة أهالي الصف لحل لغز اختفاء فرح
واستخدم أهالي مركز ومدينة الصف الأيام الماضية مواقع التواصل الاجتماعي من أجل توفير معلومات عن فرح، على أمل مساعدة المواطنين في التعرف عليها ومن ثم عودتها إلى أسرتها التي مازالت متمسكة بآمل رؤية ابنتهم العزيزة.
وتم تخصيص مجموعات على الفيس بوك بهدف نشر صور مختلفة لصاحبة الـ14 عامًا بجانب بعض المعلومات، بالإضافة إلى توفير بعض أرقام الهواتف المحمولة التي تساعد في عملية التواصل فور الوصول أو التعرف عليها، وعمل بعض الهاشتاجات “#فرح_هترجع” و”فرح_بنت_الصف”.