قال الخبير الاقتصادي إلهامي الميرغني، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إننا ظللنا خلال السنوات الأخيرة نسمع عبر كل وسائل الاعلام أن مصر حققت طفرة في إنتاج الكهرباء، بل وأكد الخبراء الحكوميين لسنوات أن لدينا فائضًا في إنتاج الكهرباء يتراوح بين 30% و 50% وأننا بصدد البحث عن وسائل لتصديره لأوروبا ودول أفريقيا وآسيا.
وأضاف «الميرغني» في تصريحات خاصة لـ«الحرية»”تواكب مع ذلك الكلام عن توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في بنبان وأنها أكبر محطة طاقة شمسية في أفريقيا ، إضافة لتوليد الكهرباء من الرياح في الزعفرانة والبحر الأحمر، إضافة للتقديرات حول حقل “ظهر” للغاز الطبيعي، وأنه أكبر حقل في العالم وأن مصر ستتجه لتصدير الغاز الطبيعي”.
وأوضح «الميرغني» أنه تم إنفاق حوالي 355 مليار جنيه علي قطاع الكهرباء منذ 2014 لإنشاء 31 محطة لإنتاج الكهرباء، وأصبح إنتاج مصر يزيد علي 63 ألف ميجا وات، ولدينا فائض يزيد علي 13 ألف ميجا وات.
وتابع: “فجأة أفقنا من الحلم على كابوس لنجد أن مصر لم تصدر إلا كميات صغيرة إلى الأردن فقط،، وأن احتياطيات حقل ظهر تراجعت، ومع هجوم الموجة الحارة خرج علينا رئيس الوزراء ليبشرنا بأن الغاز لا يصل الي المحطات، وأن الحكومة بحاجة إلى تخفيف أحمال الكهرباء، كما تم تخفيض ساعات العمل في بعض الجهات الحكومية لا نعرف إذا كان ذلك لفترة مؤقتة أم أنه مستمر”.
وأضاف «الميرغني»”خرجت علينا الحكومة أمس لتعلن أن شركات توزيع الكهرباء التسعة ستقوم بخطة لتخفيف الأحمال تبدأ قبل وبعد رأس الساعة ب ١٠ دقائق، وتم تحذير المواطنين من استخدام المصاعد خلال هذه الفترة وتساءل المواطنين هل الانقطاع سيكون في حدود عشرين دقيقة أم سبعين دقيقة.
وأوضح «الميرغني» أن التجربة العملية وموجة الحرارة أكدوا أن الاستثمارات التي تزيد علي 355 مليار جنيه والقروض التي يسددها الجيل الحالي والأجيال القادمة والكلام عن فائض الكهرباء غير حقيقي، وفي ظل غياب الشفافية والحوار بين الشعب والحكومة تكثر التفسيرات وردد البعض أن الحكومة تريد تصدير الغاز للخارج وردد آخرين انها تريد تصدير الكهرباء للخارج.
وأكد «الميرغني» أنه منذ 2018 لا يوجد أي دعم لأسعار الكهرباء، وتوجد زيادات سنوية في الأسعار وبمعدلات أعلي علي شرائح الاستهلاك الصغيرة والمتوسطة ( أقل من 600 كيلووات) معتبرًا أن كل ما يريده الشعب هو الحقيقة والشفافية والمصارحة حول حقيقة الأزمة وأسبابها، وإلى متي يستمر تطبيق سياسات تخفيض الأحمال، “فبعد المليارات التي تم إنفاقها ويدفعها الشعب من حقنا أن نعرف كيف تم إنفاقها” كما أن الأضرار المترتبة علي تكرار انقطاع الكهرباء وعطل الأجهزة وخرابها كارثة يتحملها المواطن الذي دفع أسعار مرتفعة للكهرباء عبر سنوات، والذي صدق خطاب الحكومة عن الفائض، وأكبر محطة في إفريقيا، وتصدير الكهرباء للعالم ثم فاق من الحلم ليعود لعصر الشموع.