كتبت: علياء علاء
عهد باسم محمد تميمي، والمولودة في 31 يناير 2001، هي ناشطة فلسطينية ضد الاحتلال من مواليد قرية النبي صالح ، منذ طفولتها عُرفت عهد بين أقرانها أنّها دائمة التصدي وتحدي جيش الاحتلال في اعتداءاته على عائلتها وجيرانها، إذ تمكنت ووالدتها من تخليص شقيقها محمد من يد قوات الاحتلال التي حاولت اعتقاله، وقد التقطت كاميرات الإعلام ذلك الموقف.
شاركت عهد منذ عمر الرابعة مع والديها في العديد من المسيرات والمظاهرات رفضًا للسياسات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية ضد منطقتها، وذكرت أنها كانت تؤمن بما تفعل تمامًا، وترى أنّ الخروج في المسيرات المناهضة للسياسات الإسرائيلية حافز للناس للاستمرار في النضال.
ومن ضمن ذلك كانت لا تتخلى عن المشاركة في المسيرة الأسبوعية كل يوم جمعة في قرية النبي صالح، رافعةَ شعار «اخرجوا من أرضنا.. فهذه الأرض ليست لكم»، وكانت تتمنى دائمًا أن تدرس القانون لتصبح محامية لتدافع عن وطنها وأهلها وشعبها.
وكانت مسيرة النبي صالح بدأت منذ كانون الأوّل (ديسمبر) 2009، كاحتجاج أسبوعي لأهالي القرية وبعض المتضامنين الدوليين ضد جدار الفصل العنصريّ ومصادرة أراضي القرية لصالح مستوطنة «حلميش»، وهي تأتي في سياق المقاومة الشعبية ضد جدار الفصل العنصري الذي التهم جزءًا كبيرًا من أراضي القرية .
والدها باسم التميمي من مواليد قرية النبي صالح بتاريخ 30 آذار (مارس) 1967؛ درس الاقتصاد في جامعة بيرزيت في رام الله، ثم حصل على ماجستير القانون الدولي من جامعة برشلونة. اعتقلته القوات الإسرائيلية للمرة الأولى عام 1988 إبّان انتفاضة الأقصى؛ ثم أعيد اعتقاله عام 1993.
تعرض أثناء اعتقاله للتعذيب الشديد بأسلوب الهزّ، فتسبب له ذلك بشلل نصفي في قدمه ويده. استشهدت أخت باسم عام 1993 أثناء حضورها محكمة لابنها جرّاء اعتداء مجندة إسرائيلية عليها، سبّب لها شللاً أودى بحياتها على الفور.
و والدتها ناريمان التميمي، مواليد السعودية عام 1977. حاصلة على شهادة الثانوية العامة في مدينة رام الله؛ تعرّضت للاعتقال أكثر من 5 مرات، وتعرضت أيضاً للضرب من قبل الجنود الإسرائيلين بسبب توثيقها بالكاميرا لجرائم الاحتلال في قرية النبي صالح، لديها من الأبناء 3 من الذكور هم وعد، محمد وسلام ثم بنت واحدة وهي عهد.
والدها ووالدتها هم أعضاء في لجنة المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان التي تأسست عام 2009 لتنظيم فعاليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في القرية. كما أُسس مكتب إعلامي لرصد وتوثيق جرائم القوات الإسرائيلية ضد الأهالي في القرية عُرِف بـ«تميمي برس».
تفاصيل اعتقال عهد التميمي وأسبابه حتى الإفراج
ذات يوم في سنة 2018 صورت والدة عهد التميمي ابنتها وهي تصرخ على جنديين إسرائيليين و تدفعهما أمام منزل العائلة في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة في ، و إنتشر الڤيديو و أثار غضب الإسرائيليين .
واعتقلت السلطات الإسرائيلية التميمي ووالدتها في مداهمة ليلية لمنزل العائلة بعد أيام من انتشار مقطع الفيديو. وتواجه والدة عهد أيضا تهما بالاعتداء والتحريض على العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما وجهت تهما بالاعتداء لابنة عم عهد، نور التميمي، التي شاركت في الحادثة.
وقالت عهد في جلسة أمام المحكمة تسبق محاكمتها إنها صاحت في الجنود الاسرائيليين لأنها رأتهم يطلقون الرصاص المطاطي على أبن عمومتها محمد في الرأس في اليوم ذاته ، ومن ثم رد الجيش الإسرائيلي على كلام التميمي قائلا إنه أرسل الجنود إلى منزل التميمي، حيث كان شباب فلسطينيون يلقون الحجارة على قوات إسرائيلية، لتفريق المتظاهرين.
كما أبدى الجيش الاسرائيلي أمام القضاء تشككه في أسباب إصابة رأس محمد، حيث قالت إن الصبي قال للمحققين إن إصابة رأسه ناجمة عن السقوط من على الدراجة.
وبعد الحادث، قال وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت إنها تستحقى “أن تمضي بقية عمرها في السجن”.
وقال الكثير من الاسرائيليين إن عائلة التميمي تستغل ابنتها، ويتهمون الأسرة بأنها استخدمت عهد لاستفزاز الجنود الاسرائيلين عمدا أمام الكاميرا.
ولكن استطاع محامو الدفاع عن الفتاة الفلسطينية التوصل إلى صفقة مع النيابة العسكرية الإسرائيلية، تقضي بموجبها التميمي 8 أشهر في السجن ، مقابل إسقاط تهم التحريض والدعوة لتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية من لائحة الاتهام الأصلية، والاكتفاء باعتراف التميمي بإعاقة عمل جندي إسرائيلي و مهاجمته .
وبعد الإفراج عن عهد التميمي بعد 8 شهور من سجنها ، قالت في تصريحات مقتضبة فور وصولها لقريتها النبي صالح ” أنا سعيدة بالافراج عني وعن والدتي لكن فرحتنا منقوصة ولن تكتمل الا بالافراج عن كل الاسرى والأطفال داخل السجون الاسرائيلية”.
وعقدت عهد التميمي وعائلتها مؤتمرا صحفيا من قريتها لنقل رسالة من المعتقلين الفلسطينيين.
وبعد أن قضت المراهقة القوية عهد التميمي عيد ميلادها ال17 في السجن وبعد مقاومتها للإحتلال بكل شجاعة إعتبر الفلسطينيون عهد التميمي رمزا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ، فيما يعدها الكثير من الإسرائيليين شخصية عنيفة ومثيرة للشغب تسعى للشهرة ، و أصبحت عهد تمثل بالنسبة للفلسطينيين أيقونة وطنية لما يرون أنه أعمال شجاعة والتصدي لجنود مسلحين على أراضي محتلة ، و صار وجه التميمي شعارا للقضية الفلسطينية وظهرت صورتها على الملصقات والرايات و الجداريات ، بينما وقع على التماس على الإنترنت للمطالبة بإطلاق سراحها 1.7 مليون شخص .
إصابات عهد التميمي
قبل اعتقالها تعرضت عهد للإصابة 3 مرات برصاص الاحتلال المطاطي، وتعرضت لكسر بيدها، لكنها واصلت الدفاع عن نفسها وأهلها والصراخ في وجه الجنود الإسرائيليين لطلب حقها .
جوائز حصلت عليها عهد التميمي
في كانون الأوّل (ديسمبر) 2012، كُرِّمت عهد التميمي بجائزة «حنظلة للشجاعة» من قبل بلدية إسطنبول الكبرى (بالتركية: İstanbul Başakşehir Belediyesi) في مدينة إسطنبول بتركيا، والتقت حينها رجب طيب أردوغان (وكان رئيسًا للوزراء) وعقيلته في ولاية أورفة .