كتب: أحمد زكي
يعتبر كتاب «ألف ليلة وليلة» واحداً من أهم كنوز التراث الأدبي العربي والعالمي، حيث يمثل جسراً بين الماضي والحاضر، ويعكس الهوية الثقافية لشعوب عديدة عبر القرون، إن هذا العمل الأدبي الخالد ليس مجرد مجموعة من القصص، بل هو دليل حي على براعة الإنسان في السرد وتبادل الحكمة عبر الأجيال.
تبدأ القصة الشهيرة بحكاية الملك شهريار الذي تعرض لخيانة زوجته، مما دفعه إلى الانتقام من جميع النساء، كان يتزوج كل ليلة بفتاة جديدة ويقتلها في صباح اليوم التالي، استمر على هذا الحال حتى لم يتبقَ في مدينته فتاة واحدة ليتزوجها، عندها، اقترح عليه وزيره أن يتزوج من ابنته شهرزاد، المعروفة بذكائها ونبوغها.
رغم علمها بمصيرها المحتوم، قبلت شهرزاد الزواج من شهريار، في الليلة الأولى، طلبت من أختها الصغرى دنيازاد أن تحضر إلى القصر وتطلب منها رواية قصة أخيرة قبل أن تقتل، بدأت شهرزاد في سرد قصة شيقة، لكنها لم تنهها مع طلوع الفجر، مما دفع الملك إلى تأجيل قتلها ليوم آخر ليسمع بقية القصة، وهكذا، استمرت شهرزاد في سرد الحكايات لليلة بعد أخرى، حتى مرت ألف ليلة وليلة.
في النهاية، وقع الملك شهريار في حب شهرزاد وقرر إنهاء مسلسل القتل، محتفظاً بها زوجة له، احتفل أهل المدينة بهذا القرار لمدة ثلاثة أيام، تعبيراً عن فرحتهم بنهاية عهد القتل والانتقام.
لقد تجاوز تأثير “ألف ليلة وليلة” حدود العالم العربي، حيث تمت ترجمة القصص إلى العديد من اللغات، وألهمت أدباء وفنانين في جميع أنحاء العالم، إن هذا العمل الأدبي الضخم يمثل شهادة حية على عبقرية الإنسان في نقل الحكم والعبر، ويستحق أن يُحفظ ويُقرأ على مر العصور كجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي الإنساني.