فى مثل هذ اليوم توفي الشاعر الصعيدي، القفطاوي الشهير بأمل دنقل، في شهر، مايو عام 1983، عن عمر يناهز 40 عامًا
ولد الشاعر محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل، في عام 1940 فى قرية القلعة بمركز قفط محافظة قنا، تعلم أمل دنقل في المدرسة الابتدائية بالقلعة ثم الإعدادية في قفط، ثم المرحلة الثانوية فى قنا، وبعدها انتقل للدراسة الجامعية فى القاهرة.
ذهبت محررة الحرية إلي ديوان عائلة دنقل ومنزله القديم لنري ماذا قالوا عن أمل دنقل.
ويقول عبد الناصر دنقل، عمدة قرية القلعة، مركز قفط، ابن عم الشاعر الراحل أمل دنقل، عن أمل أنه بعد دراسته أقام فى القاهرة، وتزوج هناك بالصحفية عبلة الرويني، كان يأتي كل عام إلي القرية، وكنا نجتمع فى ديوان العائلة، ونلتف حوله لنتحدث معه، كان كثير التواضع، يسأل على كل شباب القرية ويحكي معهم.
ويذكر أنه حضر حفل زفافه وذهب إلي شقته بالقاهرة بعد ذلك ليبارك له، مشيرًا إلي انه كان يقابله بعد ذلك لمرات عديدة فى مقهي ريش فى شارع طلعت حرب، وكان يأتي إلي القرية مرتين أو أكثر كل عام.
ويشير إلي أن القرية زمان لم يكن فيها نادي أو كافتيريا، فكان يجلس فى الديوان، وينصح الطلاب عن دراستهم، ولكن لم نكن نجرأ أن نقول له سمعنا شعر من كلماتك، لأنه كان يمثل قيمة بالنسبة لنا وللقرية كلها، فهو لس شاعر عادي، فكنا نحن نبحث عن دواوينه وشعره.
ويكمل أن كان بداخله إنسانًا، متواضعًا يسأل عن أحوال الأقارب والجيران ويشد من أزر الشباب ويحثهم على التعلم والإبداع، يسأل عن من تخرج من الكلية، يحب أقاربه ويسأل عنهم.
ويقول خالد عبد الحليم دنقل، أحد الأعضاء المؤسسين للقبائل العربية والاسر المصرية بمصر، ابن عم الشاعر الراحل أمل دنقل، إن اسم محمد أمل هو اسم مركب، ونحن الآن فى الذكري ال 41 على رحيل الشاعر الكبير، الذي يمثل قيمة وقامة للأمة العربية كلها، وليس للعائلة فقط، ففى الدول الأجنبية دُرست كلماته، ووضعت مدرجات باسمه فى الجامعات العربية والأجنبية، يتداول شعره معظم الجمهور فى الوطن العربي، تنبأ دنقل فى أحد قصائده بأحداث فلسطين حاليا.
ويذكر خالد، أنه كان مترابط مع العائلة بل والقبيلة كلها، فوالده حصل على العالمية، لذلك اهتم بتعليم أمل دنقل، كان عندما يأتي الي القرية كل عام يجلس بين الشباب على المصاطب وفى الدواوين ومركز الشباب وحتى إنه يجلس مع كبار السن على الحصير.
كان يحبني كثيرًا، ويعزني جدًا وكنت مقرب إليه، كنت أتواجد معه رغم أن كان عمري وقتها 18 عامًا، حتى إنه كان كثير التدخين كالسجائر، وكن يحب الشعر جدًا، وكذلك معظمنا نكتب الشعر، ولهم عدد من الدواوين.
تأثير والدته عليه
يقول خالد، إن والدته من أعظم سيدات مصر، من المفترض تكرم فى حياتها ومماتها، لأنها كانت جميلة الجميلات، وحافظة لكتاب الله عزوجل، وتوفي زوجها وهي فى سن صغيرة، ومع رفضت كل محاولات الزواج برجال آخرين وجلست فى المنزل لتربي وتعلم أبناءها، فأثرت كثيرًا على أمل دنقل فى الكتابة الشعرية.
والوالدة من عائلة الصويني وهي عائلة عريقة لديها المجلس النيابية، وتعلمت من زوجها الذي كان عالمًا ومتحدثًا جيدًا وشاعرًا، وكان امل ذكيا فطنا ولكنه اتجه إلي الشعر فقط ووهب معظم وقته للشعر والكتابة.
ويتحدث أنس دنقل، الأخ الأصغر لأمل دنقل، أن لي ذكريات مشتركة وكثيرة مع أمل، فى بداية حياتنا فى القاهرة لأن والدي كان يعمل معلم لغة عربية فى مدرسة السلطان حسين كامل فى القاهرة بمصر الجديدة حتى عام 1947.
وبعدها انتقلنا جميعا مع والدي لقنا، للعمل فى مدرسة قنا الثانوية واستمر حتى وفاته فى الخمسينات، وبعدها تولي أمل دنقل رعايتنا بصفته الأخ الأصغر، وانتقلنا إلي القرية، وكان يمثل لى القدوة وكانت حياة متكاملة.
وتقول سميرة زوجة عبد الحليم دنقل، زوجة عم الشاعر الكبير أمل دنقل، والتى جاءت من الاسكندرية وتزوجت فى قنا، التقت عدد من المرات بالشاعر وزوجته عبلة الرويني، فكان ذو خلق عالي، ومتواضع، يسأل على جميع الأقارب عندما يأتي.