أكد الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، أن مصر دولة قومية بالمعنى الكامل للكلمة، مشيرًا إلى أن دور مصر العالمي يعتمد على قوتها الداخلية وقدرتها على قيادة العالم الثالث.
جاءت تصريحاته خلال لقائه مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يوم الأحد، ضمن لقاءات مع عدد من الرموز الفكرية لمناقشة التحديات والقضايا الراهنة.
وأوضح حرب أن الحفاظ على دور مصر الإقليمي يعد أمرًا ضروريًا، مؤكدًا أن البلاد تمتلك ثقلًا تاريخيًا وجغرافيًا يتعين استعادته والحفاظ عليه بقوة. ولفت إلى أهمية التركيز على التعليم باعتباره الثروة الأساسية لمصر، خاصة بعد التركيز الكبير على تطوير البنية التحتية في السنوات الأخيرة.
وأضاف الغزالي خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الإدارية الجديدة أن التعليم في مصر يشكل مصدر قلق كبير، مشيرًا إلى وجود طبقية في النظام التعليمي، إذ تستفيد فئة قليلة من التعليم المتميز في المدارس الأجنبية مثل الفرنسية والألمانية، بينما تعاني الأغلبية من تدني مستوى التعليم.
وأكد أن أغلب المدارس الحكومية تعاني من مشكلات كبيرة وتحتاج إلى تحسين عاجل.
أوضح الغزالي أن نسبة ضئيلة من المصريين تستفيد من التعليم المتميز، مثل التعليم في المدارس الفرنسية والألمانية، بينما يعاني معظم الشعب من تدهور مستوى التعليم.
وقال: “لدي حفيدتان تدرسان في مدرسة إنجليزية مرموقة، لكنهما تمثلان فقط 2 أو 3% من المصريين.”
وأضاف الغزالي: “عندما أتحدث عن التعليم، لا أركز فقط على الطلاب في المدارس المتميزة، بل أرى معاناة الأمهات مثل زميلتي في العمل، التي تكافح لتعليم أبنائها، منذ دخولهم المدرسة، بدأوا في الانضمام إلى مجموعات دراسية ومدرسين خصوصيين يستنزفون مواردها، وهذا يشمل 90% من المدارس الحكومية المصرية.”
وأشار إلى أن الاستثمارات في البنية التحتية، مثل مشروع المونوريل، لا تعكس الاهتمام الكافي بالتعليم، مضيفًا: “يمكن بناء مدارس جديدة بدلًا من تلك الاستثمارات الضخمة”.
كما أعرب عن قلقه إزاء التحديات التي تواجه معظم الأسر المصرية في تعليم أبنائها.
وفيما يتعلق بالديمقراطية، أبدى الغزالي تحفظه على تبني مصر للديمقراطية بالمفهوم الغربي، مشيرًا إلى أن دولًا مثل الصين وكوريا الجنوبية تمكنت من تحقيق تقدم كبير دون أن تكون دولًا ديمقراطية بالمعايير الغربية.
وختم حديثه بالتأكيد على ضرورة إعادة التركيز على التعليم باعتباره الأولوية الحقيقية لمصر، مشيرًا إلى أن رأس المال الحقيقي للبلاد يكمن في قدرات أبنائها وعقولهم.