يبدو أن أزمة “الصفقات الفاشلة” تطارد النادي الأهلي منذ فترة، ويعيش النادي فترة تخبط في إدارة ملف الصفقات من قبل لجنة التخطيط منذ عدة مواسم، ومع كل انتقالات تتوقع الجماهير ضم لاعبيين عمالقة تليق بالفريق والبطولات التي يشارك بها، ولكن لا تثمر هذه الصفقات إلا عن خيبة أمل كبرى متكررة.
ودائما ما يدفع الأهلي نتيجة أخطائه، الكثير، ففي الصيف الماضي وبعد خسارة الدوري لموسمين ونهاية موسم صفري، انتشرت تقارير عن مفاوضات الأهلي مع أسماء كبيرة لإنقاذ الفريق من الغرق لكن فشلت كل الصفقات نتيجة ما سمي بسقف الرواتب.
جاء من بين هذه الأسماء محمد بن رمضان لاعب الترجي التونسي وأشرف بن شرقي لاعب الزمالك السابق مما زاد من شغف الجماهير، ولكن آتت الرياح بما لا تشتهي السفن، واستفاق الجميع على صفقة لويس ميكيسوني، وفشلت بكل المقاييس مع الفريق، حتي في الإعارة مع أحد فرق الدوري السعودي، بالإضافة إلى بيرسي تاو ملك الإصابات، حتي وإن أضاف للفريق مؤخرًا، ومصطفى سعد ميسي، ومصطفي البدري الذين لم يتم إشراكهم، إضافة إلى صفقة برونو سافيو التي كلفت الفريق خسارة ما يقرب من المليوني دولار.
منذ عدة أيام أعلن نادي بوليفار البوليفي عودة اللاعب برونو سافيو لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي إلى صفوفه، ويعتبر البرازيلي هو أغلى صفقات الأهلي الفاشلة التي أضافها مؤخرًا، حيث انضم اللاعب إلى الفريق مع بداية الموسم الحالي في صفقة كلفت المارد الأحمر مليون ونصف المليون دولار للنادي البوليفي، بالإضافة الى 800 ألف دولار للاعب في الموسم الذي لعب فيه، بما يعني تكلفة النادي حوالي مليوني دولار.
وشارك سافيو مع الأهلي في 16 مباراة منها 14 في مسابقة الدوري الممتاز، و2 بدوري أبطال إفريقيا، أحرز خلالهما هدفين وصنع 3 آخرين، باجمالي مشاركة في المباريات ب 910 دقيقة بما يعني 66 ألف جنيه عن كل دقيقة.
وبعد خسارة سافيو الفاضحة تكرر السيناريو مع اللاعب الموزمبيقي لويس ميكيسوني بعدما أعلن وكيل اللاعب رفضه الرحيل وفسخ العقد بدون الحصول على قيمة عقده المتبقي مع الفريق، ويصل راتب اللاعب إلى 600 ألف دولار في الموسم الوحد.
وكان قد انضم اللاعب لصفوف الأهلي في صيف عام 2021 قادمًا من فريق سيمبا التنزاني بعقد ممتد إلى 2025 ، وشارك مع الأهلي في عدة مباريات تحت قيادة بيتسو موسيماني، لكنه فشل موخرًا وتمت إعارته مع بداية الموسم الحالي لفريق أبها السعودي والذي قام بالاستغناء عنه في انتقالات يناير الماضية.
وبعد تكرار نفس الأمر في كل الصفقات، تساءل الجميع: هل تبدو لغة السمسرة هي الحاكمة في هذا الملف، أم هناك مسؤولين ولجنة تخطيط لا يعرفون شيئا عن جودة اللاعبين. ومن يحاسب على هذا الفشل؟ !
الناقد الرياضي عبدالرحمن بدر يقول إن أزمة صفقات النادي الأهلى مؤخرًا جاءت بسبب الخلافات المتكررة بين لجنة التخطيط والإدارة الفنية للنادي المتمثلة في المدير الفني.
ويضيف:” تمسك لجنة التخطيط بأراءها وفرض مجموعة من اللاعبين بشكل معين على المدير الفني ومحاولة التخلي عن بعض اللاعبين وهو ما تسبب في وجود لاعبين داخل الفريق غير مرضي عنهم من قبل المدير الفني أو غير مرحب بوجودهم بالإضافة الى التشبث بالتعاقد مع أسماء لمجرد أنها أعلنت انتماءها للنادي”.
يشير بدر إلى عدم مواكبة مسؤولي لجنة التخطيط على وجه الخصوص بالنادي الأهلي بالتطور الحادث في كرة القدم حول العالم وتكتيكاتها في اختيار صفقات اللاعبين، ما يتسبب في وجود لاعبين لا يكونوا على مستوى النادي الأهلي أو طموحه، ولكن “لا يمكننا الجزم بوجود سمسرة علنية في الصفقات أو وجود شبهة التعاقد مع لاعبين فقط لمجرد السمسرة بدون وجود أدلة دامغة على ذلك خصوصًا أن الصفقة الأخيرة التي أثير حولها الأزمة- سافيو- الجميع يعرف داخل الأوساط الرياضية والصحفية أن اللاعب تسبب في أزمة مع النادي الأهلي بسبب مسألة تأخر صرف الرواتب بالدولار”.
ودعا بدر النادي الأهلي للبدء في الاعتماد على مجموعة من العناصر في لجان التخطيط أو المسؤولين عن الإدارة الرياضية لاختيار الصفقات للنادي.
وفي نفس السياق، قال الناقد الرياضي محمد عباس:” في الأندية الأوروبية المسئول دائمًا عن جدوى أي صفقة هو المدير الرياضي للنادي، أما في النادي الأهلي تقوم لجنة التخطيط بهذا الدور بالمشاركة مع الجهاز الفني بعد أن يُبدي رأيه في خطة الصفقات واحتياجاته”.
بخصوص الصفقات الأخيرة، فإن تاو أكثرهم نجاحًا، بحسب عباس، الذي يقول أنه من الصعب مقارنته بباقي الأسماء حيث تكمن المشكلة في عدم تحديد حجم الخبرات المطلوب توافرها في اللاعب لشغل مركز معين.