بالرغم من حياتي في بلاد المهجر التي استمرت كثيرًا؛ إلا أنني لم أنم يوما إلا وبلادي كانت آخر ما أذكره قبل نومي، وعند استيقاظي.
أتبسم للحياة مقبلة على كل ما يسرها ويرفع من شأنها ومدبرة عن كل ما يضرها ويحط من قدرها.
تلك عقيدتي، لست آيات خليفة فقط ابنتة مصر التي تعشق تراب بلادها، بل كل مرأة وسيدة في بلاد المهجر هي آيات خليفة، وهي عاشق متيم في حب وطنها الذي لا تفكر يوما في أن تقدم كل ما لديها من أجله.
عيناي تُسر عندما أرى الأحمر والأسود يتوسطهما الأبيض، وكأن الدنيا بأكملها تقف في ظهري وتشد ساعدي وتربط على قلبي، وكأني أغرد في سماء الدنيا، أنا ابنة مصر وجندي من جنودها.
لم يمنعني عامل الزمن يوما أو وحشة الغربة عن تأدية الواجب المقدس، والدفاع عن كل وطني شجاع يعمل لصالح وطنه ولو كره الكارهون وحقد الحاقدون.
إننا ورغم غربتنا إلا أننا صامدون قادرون على بذل ما تستحقه بلادنا، فيا أيها المصريون انهضوا وأفيقوا واستفيقوا، فإن وطنكم يناديكم لتخوضوا مع غمار البطولات وتسطروا معه الأمجاد وتدفعوا عنه كيد الكائدين وحقد الحاقدين.