أكد الدكتور محمد نصر علام، وزير الري السابق، أنه ليس ليس هناك ما يدعو للتفاؤل بإمكانية نجاح الجولة القادمة من مفاوضات قواعد الملء والتشغيل لسد النهضة، لأسباب كثيرة أهمها أنه ليس هناك أي تغير ملموس في مواقف أطراف التفاوض.
وأضاف علام، خلال التدوينة الـ6 والأخيرة من سلسلة التدوينات التي يتحدث خلالها عن أزمة سد النهضة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:” مصر متمسكة بحقوقها القانونية في مياه النيل، وإثيوبيا متمسكة بمواقفها المتعنتة من عدم الاعتراف باتفاقية 1902، وبحصتي مصر والسودان المائية، وغيرها من الطروحات التي تهدف لإعادة تقسيم مياه النيل بين الدول“.
وتابع: “السؤال المطروح ويحتاج لإجابة، هل إثيوبيا تراوغ هذه المرة أيضا، كالمرات السابقة.. وإذا ا كانت إثيوبيا فقط تراوغ فماذا تريد تحقيقه من هذه المراوغة وفى هذا التوقيت!؟“.
وأوضح علام: “بلا شك الحكومة المصرية ترحب بالمبادرة الإثيوبية في هذا التوقيت، قبيل الانتخابات الرئاسية ولكن إذا كان العائد سلبيا من التحرك الإثيوبي، ستكون التداعيات على الانتخابات الرئاسية سيئا للغاية.. واحتمال أن إثيوبيا تراوغ لا يقل عن 50%، وقد تكون جادة في مطالبتها بالتفاوض ولكن في رأيي بنسبة لا تزيد عن 50%”.
واستطرد: “وقد يكون هناك هدفين لإثيوبيا إذا كان تحركها فقط للمراوغة، أولهما ملء السد بالمياه في هذه المرحلة وبالكمية الضخمة التي يتحدثون عنها في الإعلام ووسائل التواصل وتبلغ 25 مليار متر مكعب لم تؤكدها وزارة الرى المصرية، وهذا الملء قد يكون شديد الصعوبة، وقد يصعب ملئها في عام واحد، إذا كان الفيضان أقل من المتوسط أو أقل من ذلك كثيرا، ولا أحد يعلم حتى تاريخه التفاصيل المحتملة للفيضان“.
وتابع: “لن تصلح هذه المرة الدعايات الإثيوبية والغربية والإقليمية بأنه ليس هناك آثار سلبية على مصر والسودان، حتى لو جاء الفيضان متوسطا أو أعلى قليلا، فكميات الملء ضخمة وستكون لها تداعيات بلاشك.. والتفاوض والتواصل مع مصر وقتها قد يسمح ببعض الحلول والمواقف التي قد تساعد إثيوبيا فيتحقيق أهدافها“.
ولفت إلى أن الهدف الإثيوبي الثاني قد يكون تحقيق مكاسب على الأرض في السودان، من حالة الانقسام وعدم الاستقرار والاقتتال الداخلي هناك، مضيفًا: “لا أعلم تحديدا ما نوع هذه المكاسب المخطط لها وهل هي سياسية أم مادية عسكرية، وهذا الاحتمال لا يعدو إلا أن يكون تخمينا شخصيًا، على ضوء الأحداث الجارية“.
واختتم: وبعد انقضاء فترة 4 شهور، وتحقيق هذه المكاسب، قد تتراجع إثيوبيا عن التفاوض وتعود الأمور على ما هي عليه، ونبدأ تعلية جديدة للسد وتكرار المشاهد السنوية.. وأنا عموما كلي ثقة في المفاوض المصري، مع خالص دعائي له بالثبات والتوفيق، ونسأل الله أن يحفظ مصر وأهلها“.