تقرير- عمرو حسن
السرقة ليست أمرًا جديدًا على الاحتلال الإسرائيلي سواءً كان المجرم هنا جندي أو مستوطن، فالصهاينة منذ وعد بلفورد المشئوم لليهود عام 1917، بإقامة وطن قومي لليهود، وهم يسرقون الأراضي الفلسطينية، فبعد رحلات مدعومة من بريطانيا وغيرها من الأوروبيون تحط رحلات الهجرة إلى فلسطين، ويستولي المستوطنون الصهاينة على الأراضي ويبنون عليها منازل دونى أي سند أو ملكية، وهكذا استعمر اليهود أرض فلسطين بالسرقة والاستيطان وفرض القوة والأمر الواقع بمساعدة بريطانيا وأمريكا، ومنذ نكبة عام 1948 وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ومدنهم وطردهم إلى العراء وسكن المخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزَّة، والاحتلال يمارس السرقة والنهب والإجرام والسطو والسلب وكل أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني بعدما سرق وطنه وأراضيه ومنازله.
لصوص بالفطرة
وحتى في أوقات حروب الإبادة التي شنها الاحتلال -ولايزال- على الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزّة، لم يتوقف جنود الاحتلال عن فعل هوايتهم المفضلة بسرقة المنازل والمحال التجارية المغلقة ونهب البنوك والأثار وحتى الأجهزة المنزلية والمفروشات والبطاطين ومقتنيات الفلسطينيين، وحتى أجساد جثث ضحايا الفلسطينيين لم تسلم من السرقة، وكثير من المقاطع المرئية والشهادات الموثقة تؤكد سرقة الاحتلال لأعضاء وجلود وحتى رؤوس الفلسطينيين للاستفادة منها، وبالرغم من أن كثير من هذه السرقات موثق بالصوت والصورة، إلَّا أنه لا يوجد من يحاسب ميليشيات الاحتلال الصهيوني الأخرق، طالما المجتمع الدولي صامت، والولايات المتحدة تحمى فتاها القاتل اللص المدلل من أي عقاب.
سرقة جنين ليست الأولى
ولهذا فإن مشهد سرقة أحد جنود الجيش الإسرائيلي لسجادة من محل تجاري في مدينة جنين ليس الأول ولن يكون الأخير، فنحن أمام عصابة تمارس كل الموبقات من إجرامٍ وإرهابٍ وقتلٍ وقصفٍ وإبادة، وفي السطور التالية سوف نحاول إلقاء الضوء على أبرز سرقات جنود الاحتلال الإسرائيلي كالتالي:
-أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وفق عشرات الإفادات التي أدلى بها سكان القطاع أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سرق أموالًا ومصاغات ذهبية من قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى نهاية ديسمبر من فس العام، قُدرت قيمتها بنحو 25 مليون دولار، وأن السرقة جاءت عبر أكثر من طريقة، مثل سرقة حقائب النازحين أثناء عمليات النزوح، بجانب عمليات السطو على المنازل، التي وصفتها صحيفة “يديعوت أحرنوت” بـ”السرقة الممنهجة لأموال الغزيين”.
-المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أكد أن الجيش الإسرائيلي يسرق أموال المدنيين الفلسطينيين خلال مداهمة منازلهم، بما يشمل الذهب ومبالغ مالية وهواتف نقالة وحواسيب محمولة، مقدرًا حصيلة المسروقات بعشرات الملايين من الدولارات.
– وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن وحدة الغنائم في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات، كان لها نصيب كبير من سرقة أموال أهل غزة، وأن القسم المالي بوزارة الدفاع استحوذ على هذه الأموال والممتلكات.
– كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أنّ قوة من “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، استولت أول فبراير 2024، على أكثر من 54.29 مليون دولار، بعد اقتحامها بنك فلسطين في مدينة غزة.
– ووثّق جنود إسرائيليين مشاهد فيديو أثناء سرقتهم لخزنات الفلسطينيين، ومجوهراتهم وأموالهم ومقتنياتهم وقطعاً أثرية.
-في ديسمبر الماضي صورت قناة الجزيرة جنود الاحتلال وهم يسرقون دراجات الأطفال، وألات الجيتار.
– منذ بداية العدوان الأخير على غزَّة، اجتاح الاحتلال عدَّة مَحالّ صرافة في محافظة رام الله والبيرة والخليل وجنين وطولكرم، وسرق ملايين الدولارات.
-وفق تقرير للقاهرة الإخبارية يوم 21 أبريل 2024، فإن إسماعيل ثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أكد اكتشاف مقبرتين جماعيتين بمستشفى ناصر في خان يونس، والعثور فيها على جثث دون رؤوس وأجساد دون جلود وبعضهم سُرقت أعضاؤهم.
-في 5 أغسطس الماضي وثَّقت قناة الجزيرة بالفيديو، اقتحام جنود الاحتلال مدينة جنين لسرقة مصرف الخليج، وبالعل أطلقوا نيران كثيفة وسرقوا أموالًا مكن البنك واختطفوا مدنيين.
-وثّق المرصد الأورومتوسطي، احتجاز الجيش جثث ضحايا فلسطينيين من مجمع الشفاء الطبي في غزة، والمستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، وأخرى من محيط ممر النزوح إلى وسط وجنوب القطاع الذي خصصه على طريق صلاح الدين الرئيسي، وشدد المرصد الأورومتوسطي على سرقة جنود الاحتلال بصحبة أطباء أعضاء من جثث ضحايا قطاع غزة، مثل قرنية العين وقوقعة الأذن، وأعضاء حيوية أخرى مثل الكبد والكلى والقلب.
-بحسب عالمة الطب الشرعى الإسرائيلية “مائيرا فايس”، أنها خلال فترة عملها فى معهد الطب الشرعى الإسرائيلى من عام 1996 حتى 2001، رأت أن جثث الشهداء الفلسطينيين كان يتم تفريغها فى المعهد من معظم أعضائها، كما كان يتم الحصول على أجزاء من جلودها ومن الظهر خصيصًا، حتى لا تكون آثار التشريح ظاهرة على مظهر الجثمان الخارجى عند استلام أهالى الشهيد له.
-كشف الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار فى رفح، سرقة جيش الاحتلال الإسرائيلى لأعضاء الشهداء الفلسطينيين الذين تسلمهم يوم 26 ديسمبر 2023، حيث كانت الجثامين عبارة عن أشلاء فى أكياس زرقاء اللون، وكل الجثث بلا أعضاء ومحشوة بالرمال، وأنه تم فتح بطونهم بشكل طولي، وأن المستشفى وثق حالة الجثامين من خلال تصويرها وتوثيق وضعها بعد استلامها.
-يمتلك الاحتلال الإسرائيلي أكبر بنك جلود بشرية في العالم، متفوقًا على بنك الجلد الأمريكي الذي أُنشئ قبله بـ40 عامًا، ورغم الفارق الكبير في عدد السكان بين أمريكا والكيان المحتل، إلا أن احتياطي الاحتلال من الجلد البشري يعادل 170 مترًا مربعًا، رغم أن اليهود يرفضون التبرع بالأعضاء، وهو ما يكشف أن مصدر كل هذه الجلود البشرية والأعضاء شهداء فلسطين.
-عام 2008، نشرت شبكة CNN الأمريكية، تقريرًا جاء فيه أن إسرائيل تعتبر أكبر مركز عالمي لتجارة الأعضاء البشرية بشكل غير قانوني، وكشفت تورطها في جريمة قتل فلسطينيين بهدف سرقة أعضائهم الداخلية بشكل غير شرعي، والاتجار بها، وأن الاحتلال هو الكيان الوحيد الذي يحتجز جثامين الشهداء لسرقة أعضائها.
-اعترف مدير معهد الطب الشرعي في الكيان الإسرائيلي “يهودا هيس”، أنهم سرقوا أعضاء بشرية وأنسجة وجلد لفلسطينيين في فترات زمنية مختلفة، قائلًا: “لقد أخذنا القرنيات والجلد وصمامات القلب والعظام من جثث الشهداء الفلسطينيين”.
ويذكر أنه بجانب العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، والذي خلف قرابة 41 ألف قتيل وأكثر من 93 ألف مصاب وألاف المفقودين، بجانب الإبادة الجماعية والتدمير الكامل للبنية التحتية في قطاع غزة، بدأت ميليشيات الاحتلال اجتياح واسع لمدن الضفة الغربية المحتلة، منذ فجر الأربعاء الماضي وقتلت العشرات من أهالي وشباب الضفة، وخاصة في جنين وطولكرم، وتستمر حملة الاقتحامات الصهيونية الواسعة لمدن شمال الضفة لليوم الخامس على التوالي، وسط صمت دولي وعربي وإسلامي مخزي.